قوّتي في الضعف تكتمل

فكّرت في أكثر من عشرة مبادىء تخصّ القوّة الإنسانيّة وإليكم الثلاثة الأولى:

المبدأ الأوّل
“في التواضع قوّة”.
“مَنْ أضاع نفسه وجدَها ومَنْ وجد نفسه أضاعها”.
“مَن تواضع لله رفعه”.
لماذا نقول أنّ في التواضع قوّة؟ لأنّ الإنسان الحقيقيّ المتواضع يكون قويًّا، إنْ في محبّته للناس، أو في إيمانه بِرَبّه، أو في إيمانه بنفسه، ويكون التواضع واضحًا في أعماله. هناك أناسٌ نقابلُهم ولا تُعجبنا تصرّفاتُهم لأنّنا نشعر أنّهم يُمثّلون علينا، يحاولون أن يبدوا مُهمِّين وذات شأن، فيضيعون أنفسهم.
مقولةُ “مَنْ تواضع لله رفعه” معناها أنّنا عندما نتواضع يرفعُنا الربّ إلى مرتبة المتواضعين. نكون متواضعين دون غشّس أو تمثيل.

المبدأ الثاني
“في المحبّة قوّة”.
“المحبّة لا تسقط أبدًا”.
نعيش في حياتنا مواقفَ كثيرةً نرى فيها محبّةً حقيقيّةَ ونابعةً من القلب، ونرى أحيانًا أخرى محبّةً مزيّفة.
كلّ ما يبحث عنه الإنسان هو الحبّ. ولكن، أنْ تُحبَّني لشخصي هو التحدّي الحقيقيّ.
يا ترى أنت تحبّني لشخصي أي لذاتي أم لمصلحةٍ خاصّة؟ وحين تنتهي هذه المصلحة هل ينتهي معها هذا الحبّ الذي يكون في مثل هذه الحال مُزيَّفًا؟ فهل أنا وسيلةٌ أم أنا غايةٌ عندك؟
يمكن أن يكون كلامي صعبًا ولكنّه واقعيّ، لأنّ المحبّة الحقيقيّة أصبحتْ نادرةَ الوجود وهذا واقعٌ نعيشه. صدّقوني عندما نحبّ بعضنا البعض بصدقٍ وبطريقةٍ عمليّة، نشعر بالقوّة. عندها نقول أنّ المبدأ الثاني من مبادئ القوّة هو المحبّة الصادقة.

المبدأ الثالث
“في العطاء قوّة”.
“أعطوا تعطوا”.
كلُّ واحدٍ منّا يحتاج أنْ يسألَ نفسه: أين أنا من العطاء في حياتي؟ كَم مرّةً كان عطائي تلقائيًّا، سخيًّا وبدون تردّد؟
هناك مَن يملك القدرة على العطاء… جابر الخواطر متواضع.
لذلك نرى في حياتنا علاقةً قويّةً ومباشرة بين العطاء والتواضع وفي الحالتَيْن هناك قوّةٌ إنسانيّةٌ كبيرة، من دون وعظٍ وشعاراتٍ وكثرة كلام… كلّ واحدٍ منّا محتاجٌ دائمًا أن يتذكّر أنّ الحياة قصيرة، وفي ما قدّمه وأعطاه تكمن قوّته التي ستُكتَب في صفحته ويُحاسَب عليها في الآخِرة.

                                                                                                                                                                                         رفيق يسّى

أخصائي تدريب ومنسق إداري

Spread the love