الليل في مغارة الميلاد
ضاع جان ومايكل في الغابة.
قال جان، الأخ الأصغر: “ألم يكن علينا أن نَتبَعَ الغزلان يا مايكل؟”.
“نعم، إعترفَ مايكل وأضاف: لكن لا تخف، فتلك القطعة الصغيرة من القمر سوف تعطينا القليل من الضوء”.
لكنّ جان شعر بقشعريرةٍ أشدَّ رُعبًا من برد عشيّة عيد الميلاد فقال: “لكنّنا في عيد الميلاد! ومَن يدري مدى قلق أمّي وأبي علينا!”. إستجمعَ مايكل كلَّ قوّة سنوات عمره وهو ابن العشر سنوات وطمأن أخاه مؤكّدًا: “إنّ الجميعَ سوف يبحث عنّا، حتّى حارس الغابة! وحتّى بوبي، كلبك الصغير، سيتبع أثرنا بأنفه! لكن… أنظر هناك!”.
كشف كوخٌ صغيرٌ في الظلام عن ضوء. أسرع الأخوان إلى المدخل، لكنّهما تجمّدا من الدهشة، لقد كان مشهد الميلاد أمام أعينهما: كان الثور والحمار يَحميان بوجودهما أمًّا شابّةً تعتني بطفلها، وإلى جانبها رجلٌ وديعٌ يشعل نارًا صغيرة، تدفئ القلب لرؤيتها. همس مايكل في أذن أخيه: “مشهد الميلاد!”. فقال جان: “أنظر إلى هذا الطفل! كم يشبه الطفلَ يسوع الذي كنت سأضعُهُ في مغارتنا”.
“لا تخف! سترى أنّنا غدًا سوف نضع مغارتَنا معًا ونزيّنها. هناك كثيرٌ من القشّ في المذود فتعال نرتاح وننام قليلاً نحن أيضًا”.
عند الفجر سمعا صراخًا أيقظهما: “ألحمد لله! مايكل! جان! أطفالي أنا هنا!”. كان هذا صوت أبيهما، فتعانقوا بفرحٍ كبير. “هل رأيتَ المغارة يا أبي؟”، سأل جان. لكنّ الشيء الوحيد الذي بقي من مغارة الميلاد كان القشّ الذي ناما عليه. “نعم، أوضح جان مؤكّدًا، هنا كان يسوع وإلى جنبه أمّه مريم ويوسف، وأيضًا الثور والحمار”.
مَنْ كان ليصدّقَ تلك القصّة ؟ ماذا حدث بالفعل في تلك الليلة المقدّسة ؟ هل أراد يسوع أن يخلّصهما من الظلمة والبرد؟ إبتسم مايكل وألقى بذراعيه حول عنق والدته وهمس لها: “آسفٌ يا أمّي، لكنّ العجائب والأشياء الجميلة تحدث حقًّا في ليلة عيد الميلاد! “.
حدّق مايكل بعمقٍ في عيني أمّه دون أن يضيف كلمةً واحدة، لأنّه عرف أنّ والدته قد فهمتْ ما كان يقصده.
آنّا ماريا غاتي
Spread the love