القرارات الصعبة
نأخذ أحيانًا قراراتٍ تتجاوبُ مع ما نؤمن به رغم صعوبتها. لكنّنا لا نشعر أنّنا سعداء. ربّما لِعَجْزنا عن الإخلاص لها أو لِشَكّنا بصحّتها أو لأنّ الذين يتّخذون قراراتٍ أخرى يبدون أكثر سعادة. عندَها نفقد سلامنا الداخليّ ونُحبط قليلاً. صحيح؟
أعتقد أنّ عدمَ الشعور بالسعادة بعد اتّخاذ قرارنا يعني أنّنا لم نأخذه بالطريقة الصحيحة، أو أنّه لم يكن حقًّا قرارنا الشخصيّ. لا يمكن للقرار الصحيح المختار بالطريقة الصحيحة إلّا أن يجعلَنا سعداء. لا يمكن أخذ قراراتنا بطريقةٍ مرتجلة، دون التركيز على الخيارات الأساسيّة التي وضعناها كمنارةٍ لسفرة حياتنا. هكذا نتأكّد إذا كان خيارُنا لا يزال واضحًا لنا ويعطي معنى للمجهود الذي علينا أن نبذلَه لتحقيقه.
إنّ الشكوكَ وتأثيرَ الأشخاص من حولنا والأغلاط لا بُدّ منها، ولكن لن توقفنا إنْ كان الهدفُ واضحًا وسوف تسمح لنا أن نتعمّقَ بالقِيَم التي نحملها كإرثٍ اسْتلَمْناهُ من تربِيَتِنا لتصبحَ مُلكًا لنا.
لا يكفي وجود خارطةٍ قديمةٍ لكنزٍ عائليٍّ كي نَجدَه. علينا أن نؤمنَ بأنّه موجودٌ لنبحثَ عنه، مستعدّين لتركِ كلِّ ما لدينا ومستخدمين كلَّ قدراتنا.
سنواجه بالتأكيد صعوباتٍ أيضًا، لكنّنا لن نقول إنّنا غير قادرين بل إنّنا لم ننجح بعد، ونبدأ من جديد. هذا الإيمان بالهدف “الكنز”، وعدم الإستسلام، سَيَمْنحُنا سلامًا داخليًّا حقيقيًّا.
فرنشيسكو شاتيل

مجاز في أصول التربية

Spread the love