العلاقة مع الجيل الجديد
فيفيت: “تزوّجنا منذ ثلاثٍ وثلاثين سنةٍ ولدينا ولدان، صبيٌّ وبنت. عِشْنا بالقرب من سان فرانسيسكو (كاليفورنيا) حوالي خمسٍ وعشرين سنة. أعملُ بإدارة شبكة الإتّصالات لمؤسّسةٍ كبيرة، وزوجتي طبيبةٌ نفسيّةٌ مارسَتْ عَمَلَها كمهنةٍ حُرّة. كَبُرَتْ وترعرعَتْ على روحانيّة الفوكولاري. بعد زواجنا بسنواتٍ قليلةٍ إلتَزَمْنا كزوجَيْن بالعمل ضمن الحركة. كَبُرَ أولادُنا في هذا الجوّ وشاركوا ببعض نشاطاتها.
إقترَبْنا من سنّ التقاعد، لكنّنا لن نتوقّفَ عن العمل كما كُنّا قد خطّطنا، بسبب حاجة أولادنا إلى مُساندتنا لهم في الوقت الحاضر. نريد أن نشاركَكُم الطريقة التي نلتزمُ بها كعائلة، لنُجدّدَ باستمرارٍ محبَّتَنا الواحد تجاه الآخر. نحاول الإنتباه لرغبة الآخَر وكيف يريدُ أن نُحبَّه، فنضع جانبًا أفكارنا ورغباتِنا لكي نكونَ حاضرين لإعطاء هذه المحبّة بالطريقة التي يُريدها الآخَر”.لاري: “إبنتُنا ممرّضةٌ متزوّجةٌ منذ أربع سنوات. زوجُها مصابٌ بمرضٍ عُضال وعلاجُهُ يتطلّبُ غسيلَ الكلى بشكلٍ مُنتظم. يُحبّان المرح سويًّا، فيواجه صهرُنا تحدّياتٍ جسديّةٍ قاسية، ونرى أنّ ابْنَتَنا تتعبُ من هذه الحالة ويغمرُها الحزن والألم”.فيفيت: “في هذه اللحظات نودّ لو كان بإمكاننا أن نخفّفَ من وطأةِ الألم على ابْنَتِنا. يصعُبُ علينا أن نراها تتعذّب. لكنّ إيمانَنا بمحبّة الله ورحمتِهِ أكبر من أيّ عذاب. فنُذكّر إبْنَتَنا دائمًا بأهمّيّة الصلاة. وهي تفعل، لكنّها لم تعُدْ تشاركُ في القدّاس. تقولُ لي أنا أصلّي كلَّ يومٍ المسبحةَ الورديّة، وأظنّ أنّ عدمَ ذهابها إلى الكنيسة يعودُ إلى خَيار زوجها. ما زلتُ أتعلّمُ يوميًّا أن أحافِظَ على التوازن بين اقتراحي عليها بالصلاة، واحترام قرارها وخيارها”.لاري: “إبْنُنا شابٌّ في السادسة والعشرين من العمر، يمرُّ بمرحلةٍ صعبةٍ بسبب العمل والدراسة.
عندما نشعر بخَيْبَةِ الأمل منه نحاولُ أن نبدأ من جديدٍ معه ونسامِحَه وندعُوَه للمحاولة من جديد. لطالما كانت خياراتُهُ خاطئة. ترك المدرسة، عاش معنا من دون عمل، وصار يخرج ليَضيعَ مع الشباب في الليل… ناقشنا معه عدّةَ خياراتٍ للعمل أو للدراسة، لكنّه لم يهتمّ بأيٍّ منها. مَرَرْنا بمرحلةٍ كانت صعبةً لنا وله. كان وكُنّا يائسَيْن لا ندري ما العمل.
قرّرنا أن نكون صادقِينَ مع أَنْفُسِنا وأن نَضَعَهُ أمام مسؤوليّاته، وأعطيناه مهلة أسبوعَيْن كي يجدَ عملاَ أو يترُكَ البيت”.فيفيت: “كمعالِجةٍ نفسيّة، يمكنكم أن تتصوّروا كم كان صعبًا عليّ ألاّ أتمكّنَ من مساعدة إبني.
كنتُ أساعد المرضى على حلّ مشاكلهم النفسيّة وعلى بناء علاقاتٍ أفضل مع الآخرين. أمّا في بيتي فكان الفشلُ ذريعًا. لحُسن الحظ قرّرنا لاري وأنا أن نغمُرَ يسوع المتروك والمصلوب في هذا الألم ونستمرَّ بالمحاولة. لم يكن سهلاً علينا أن نتقبَّلَ عَجْزَ إبْنِنا. حاولنا أن نُساعِدَهُ دومًا فكُنّا في لحظاتٍ الأهلَ المُحِبّين العاطفيّين، وفي لحظاتٍ أخرى الأهل الذين يضعونه أمام مسؤوليّاته… وَصَلْنا إلى حدّ الشفقة على إبْنِنا…”.لاري: “منذ وقتٍ قليلٍ وجَدْنا معهدًا يُمكنُ أن يُؤمّنَ له دعمًا مُتخصِّصًا، وقُلْنا له إنّنا مستعدّون أن نؤمِّنَ له كلَّ ما هو بحاجةٍ إليه للإستفادة من هذا المعهد، حتّى لو كانت هذه المحاولة الثالثة مع المعاهد. ما زلنا نؤمِنُ بإبْنِنا ونأملُ أن تكون هذه المحاولة ضمن مخطّط الله لكي يكتشفَ طريقَهُ في الحياة”.فيفيت: “كلُّ ما نعمله يُنمّي المحبّةَ والوحدةَ في عائلتنا ويزيدُنا إقتناعًا بقيمة الآخَر الفائقة. حتّى عندما نشعر بالضياع نعودُ ونُكمِلُ بمحبَّتِنا لإبْنِنا بالطريقة التي يحتاجُها هو، أكيدين أنّه من خلال هذه المحبّة سيقودُ الروحُ القُدُس خُطانا ويُنوِّرُنا”.

لاري: “لا نعرفُ ماذا يُخبّىءُ لنا المستقبل، ولكنّنا مُصمِّمين على مواجهة كلِّ التحدّيات في عائلتنا، فنسامح ونبدأ من جديد بالمحبّة المتبادلة”.

لاري وفيفيت

Spread the love