ألصداقة الحقيقيّة
هل نستطيع التكلّم عن الصداقة الحقيقيّة في عالم يتمحور حول إرضاء الرغبات النفعيّة؟
نعتبر أحيانًا بعض الأشخاص أصدقاءً لنا، بينما هم في الواقع زملاءٌ في العمل، أو في مؤسّسةٍ أو جمعيّةٍ ننتمي إليها، أو الذين نمضي معهم أوقات فراغنا… لكن هذه العلاقات تنتهي إجمالًا عندما تتغيّر الظروف. ناهيك عن الأصدقاء الإفتراضيّين على الفيسبوك…
نحن نعرف في أعماقنا قيمة الصديق الحقيقيّ الذي يصعب العثور عليه والذي نحن بحاجةٍ إليه، لأنّنا نتوق لعلاقاتٍ ذات مغزى.
يمكن أن يسأل أحدُهم: ألا يكفي أن أُحبَّ قريبي وأحاولَ مساعدته ومواساته؟ وما الفرق بين المحبّة والصداقة؟
في الواقع، للصداقة طابعُها الخاصّ. نحن مدعوّون أن نحبّ كلّ قريب، لكن لا يمكننا اختبار الصداقة الحقّة مع الجميع، حتّى لو كان لدينا معهم مُثُلٌ مشتركة. لا يولدُ ذاك التعاطف الخاصّ مع كلّ شخص. ألصداقة بين شخصٍ وآخر تفترضُ تقارُبًا إنتقائيًّا يخلق شعورًا عاطفيًّا دائمًا. تنشأ بين شخصَيْن علاقةٌ تبادليّةٌ يختبران فيها المساواة والتقدير والوفاء والصفاء. يمكن أن تكون المحبّة الطريقَ المَلَكيّ للصداقة لكنّها لا تكفي. كما أنّ الصداقة تتغذّى من الحرّيّة والمجّانيّة. كتب ميشيل بُوشِه: “غالبًا ما نعتقد أنّ صداقتنا خاليةٌ من الأنانيّة، لكن عندما لا يجاوب الآخر على مجّانيّتنا المزعومة، يخيبُ أملُنا ونسحبُ تقديرَنا له”.
هناك عنصرٌ آخرٌ يعطي الأوكسجين للعلاقات الودّيّة وهو الغياب التامّ للغيرة. فالصديقُ الحقيقيّ لا يستملكُ الآخر بل يفرح لفرحه. هل نكون حقًّا سعداء إذا رأينا أصدقاءنا يخالطون أشخاصًا آخرين؟ أو هل نكون حقًّا سعداء إذا رأينا أصدقاءنا لا يدعونا لمرافقتهم في نشاطٍ ترفيهيٍّ مع هؤلاء ؟ ألصداقة الحقّة تريد ما يُسعد الآخر، ما يساعده على تحقيق ذاته، وتحترم خياراته حتّى لو لم تفهمها. إنّ احترامَ الإختلاف هو من العناصر المؤسِّسَة للصداقة.
يُقال “مَن وجد صديقًا، وجد كنزًا”. يدعونا هذا القول إلى تعزيز وتنمية الصداقة والمحافظة عليها. دعونا لا نكتفي مثلًا بالقول: “سوف نلتقي من جديدٍ عاجلًا أم آجلًا”، بل لِنَبحثْ عن فِرَص اللقاء مع الأصدقاء. تتغذّى الصداقة من التواصل، من مصافحةٍ حارّة، من ضحكةٍ بريئةٍ أو مَسْحِ دمعة، والإستماع لبعضنا دون عجلة! قد تُبعدُنا الظروف جغرافيًّا، لكن عندما نلتقي من جديد، حتّى لو بعد سنوات، يغمرنا الفرحُ المشترَك وذاك الإحساس المميّز من الإرتياح الذي لا يتغيّر!
نعتبر أحيانًا بعض الأشخاص أصدقاءً لنا، بينما هم في الواقع زملاءٌ في العمل، أو في مؤسّسةٍ أو جمعيّةٍ ننتمي إليها، أو الذين نمضي معهم أوقات فراغنا… لكن هذه العلاقات تنتهي إجمالًا عندما تتغيّر الظروف. ناهيك عن الأصدقاء الإفتراضيّين على الفيسبوك…
نحن نعرف في أعماقنا قيمة الصديق الحقيقيّ الذي يصعب العثور عليه والذي نحن بحاجةٍ إليه، لأنّنا نتوق لعلاقاتٍ ذات مغزى.
يمكن أن يسأل أحدُهم: ألا يكفي أن أُحبَّ قريبي وأحاولَ مساعدته ومواساته؟ وما الفرق بين المحبّة والصداقة؟
في الواقع، للصداقة طابعُها الخاصّ. نحن مدعوّون أن نحبّ كلّ قريب، لكن لا يمكننا اختبار الصداقة الحقّة مع الجميع، حتّى لو كان لدينا معهم مُثُلٌ مشتركة. لا يولدُ ذاك التعاطف الخاصّ مع كلّ شخص. ألصداقة بين شخصٍ وآخر تفترضُ تقارُبًا إنتقائيًّا يخلق شعورًا عاطفيًّا دائمًا. تنشأ بين شخصَيْن علاقةٌ تبادليّةٌ يختبران فيها المساواة والتقدير والوفاء والصفاء. يمكن أن تكون المحبّة الطريقَ المَلَكيّ للصداقة لكنّها لا تكفي. كما أنّ الصداقة تتغذّى من الحرّيّة والمجّانيّة. كتب ميشيل بُوشِه: “غالبًا ما نعتقد أنّ صداقتنا خاليةٌ من الأنانيّة، لكن عندما لا يجاوب الآخر على مجّانيّتنا المزعومة، يخيبُ أملُنا ونسحبُ تقديرَنا له”.
هناك عنصرٌ آخرٌ يعطي الأوكسجين للعلاقات الودّيّة وهو الغياب التامّ للغيرة. فالصديقُ الحقيقيّ لا يستملكُ الآخر بل يفرح لفرحه. هل نكون حقًّا سعداء إذا رأينا أصدقاءنا يخالطون أشخاصًا آخرين؟ أو هل نكون حقًّا سعداء إذا رأينا أصدقاءنا لا يدعونا لمرافقتهم في نشاطٍ ترفيهيٍّ مع هؤلاء ؟ ألصداقة الحقّة تريد ما يُسعد الآخر، ما يساعده على تحقيق ذاته، وتحترم خياراته حتّى لو لم تفهمها. إنّ احترامَ الإختلاف هو من العناصر المؤسِّسَة للصداقة.
يُقال “مَن وجد صديقًا، وجد كنزًا”. يدعونا هذا القول إلى تعزيز وتنمية الصداقة والمحافظة عليها. دعونا لا نكتفي مثلًا بالقول: “سوف نلتقي من جديدٍ عاجلًا أم آجلًا”، بل لِنَبحثْ عن فِرَص اللقاء مع الأصدقاء. تتغذّى الصداقة من التواصل، من مصافحةٍ حارّة، من ضحكةٍ بريئةٍ أو مَسْحِ دمعة، والإستماع لبعضنا دون عجلة! قد تُبعدُنا الظروف جغرافيًّا، لكن عندما نلتقي من جديد، حتّى لو بعد سنوات، يغمرنا الفرحُ المشترَك وذاك الإحساس المميّز من الإرتياح الذي لا يتغيّر!
ماريا وريموندو سكوتّو
