الصخر
باطنيّةُ كوكبِنَا غنيّةٌ بالصخر. مُنذُ البدءِ كانت البراكين متأجّجةً بحِمَمِها، فأبْرَدَتْها السنونَ. سِماتُ الصخرِ متعدّدةٌ مثل سِماتنا: حنطيّةُ اللون أو بيضَاء وَصَفراء، سَودَاء وحَمراء. كما أنّ بعضَ البشر شَبيهٌ بالصخر طبعًا، فمنهم قاسٍ كما الصَوَّان بعيدٌ كلّ البُعد عن أبجديّة النحت.
لقد تكلّم الرُخَام والمرمر بجَميع لغاتِ الأرض، وَمَا زالَ لهُ وِلادةٌ ثانيَةٌ ودائمةً عاكِسًا مرآة الفنّان الخلاّق إيحَاءً وتعبيرًا مُتَجاوِبًا مع عزفِ الإزميل ملامَسَةً وَحسًّا متبادلاً.
لقد دخل الكنائِسَ قُدْسِيًّا برائحةِ البخور، والقصورَ زخرفةً وعطورًا، والمدافِنَ حَاضنًا أجسَادَنَا متحدّيًا الفصُول الأربعَة. يتأقلمُ مع جمال الطبيعة محافظًا على صفاء قَعْرِه كدمعِ العين، يَخْترقُهُ النورُ حتّى الغَسَق، فيزيده بهاءً. يبقى شاهِدًا على أمجَادِ الماضي فنًّا وَرُموزًا، تراثًا وآثارًا سَرمَديًّا لا يشيخُ كما البحر، يَبقى شابًّا لا يتجعَّد كالوَرق، مُحافِظًا على الجمال ولو تحت التراب.
قامت بيروت وأبصرتِ النورَ من تحتِ الركام بوجههَا الصخريّ، عروسةَ جمال، تحكي عن جدود الأرض الذين مرّوا من هنا؛ من أحيرام ملك صور إلى سكّان بعلبك، مدينة الشمس، وجبيل مَدينة الحرف.
دُمْتَ يا أيّها الصخرُ حاضرًا ومستقبلاً: لقد اتَّخذتُ من غُبارِكَ بلسمًا لروحي كما لجروحي، أُلامِسُكَ، أُدَغْدِغُكَ بالمطرقة والإزميل، وتبقى أنتَ مُلْهِمي مستخرجًا بركانِيَّة شُعوري. تُمَثّلُني كما أنا، لا تقبل التزوير، صَادقًا، أطبَعُ قبلاتي عليك بعد النشوة راضيًا عن إبداعي، وتبقى بَعْدَ وَلدي وحفيدي ناقِلاً متكلّمًا عن حقيقتي، سفيرًا عبر العَواصِم، وَحَافظًا وَصِيّتي بعد مماتي كما أَحْبَبْتُكَ.
لقد تكلّم الرُخَام والمرمر بجَميع لغاتِ الأرض، وَمَا زالَ لهُ وِلادةٌ ثانيَةٌ ودائمةً عاكِسًا مرآة الفنّان الخلاّق إيحَاءً وتعبيرًا مُتَجاوِبًا مع عزفِ الإزميل ملامَسَةً وَحسًّا متبادلاً.
لقد دخل الكنائِسَ قُدْسِيًّا برائحةِ البخور، والقصورَ زخرفةً وعطورًا، والمدافِنَ حَاضنًا أجسَادَنَا متحدّيًا الفصُول الأربعَة. يتأقلمُ مع جمال الطبيعة محافظًا على صفاء قَعْرِه كدمعِ العين، يَخْترقُهُ النورُ حتّى الغَسَق، فيزيده بهاءً. يبقى شاهِدًا على أمجَادِ الماضي فنًّا وَرُموزًا، تراثًا وآثارًا سَرمَديًّا لا يشيخُ كما البحر، يَبقى شابًّا لا يتجعَّد كالوَرق، مُحافِظًا على الجمال ولو تحت التراب.
قامت بيروت وأبصرتِ النورَ من تحتِ الركام بوجههَا الصخريّ، عروسةَ جمال، تحكي عن جدود الأرض الذين مرّوا من هنا؛ من أحيرام ملك صور إلى سكّان بعلبك، مدينة الشمس، وجبيل مَدينة الحرف.
دُمْتَ يا أيّها الصخرُ حاضرًا ومستقبلاً: لقد اتَّخذتُ من غُبارِكَ بلسمًا لروحي كما لجروحي، أُلامِسُكَ، أُدَغْدِغُكَ بالمطرقة والإزميل، وتبقى أنتَ مُلْهِمي مستخرجًا بركانِيَّة شُعوري. تُمَثّلُني كما أنا، لا تقبل التزوير، صَادقًا، أطبَعُ قبلاتي عليك بعد النشوة راضيًا عن إبداعي، وتبقى بَعْدَ وَلدي وحفيدي ناقِلاً متكلّمًا عن حقيقتي، سفيرًا عبر العَواصِم، وَحَافظًا وَصِيّتي بعد مماتي كما أَحْبَبْتُكَ.
الرسّام والنحّات أنطوَانْ الهَاشِم