الشخص المناسب
تعرّفتُ على شابٍّ انتقَلَ مؤخّرًا إلى المبنى المجاور ووُلِدَتْ بيننا صداقةٌ حقيقيّة. تحوّلَتْ بعد بضعة أشهرٍ إلى علاقة حبٍّ اعتقدْتُ أنّها ستدوم. لكنّه فاجأني بعد فترةٍ أنّه لا يريد أن يدخل في علاقةٍ غراميّةٍ دائمة. خاب أملي وتألّمْتُ جدًّا. قطعْتُ حالًا علاقتي به وقرّرْتُ أنّه مِنَ الأفضل ألّا أُواعِدَ رجُلًا آخر بعد الآن. أُدرِكُ أنّ موقفي هذا ليس الحلّ…
عزيزتي، أفهمُ تمامًا خيبةَ أمَلِكِ وألَمِكِ. غالبًا ما تؤدّي خيبات الأمل الغراميّة إلى الإنغلاق في محاولة حماية نفسنا من جراح “عدم الحُبّ”، وحفاظًا على احترام الذات.
ليس مِنَ السهل إطلاقًا العثور على الشخص المناسب ليكون شريك حياتنا. إنّ إدراك العوائق التي يمكن أن نواجِهَها، يحملُنا إلى عدم التقليل مِنْ شأنها، والخوف من عدم تحمُّلِها.
في كلّ العلاقات، سواء كانت إيجابيّةً أم سلبيّة، تقع المسؤوليّة على الطرَفَيْن وليس على أحداهما. وعندما تأتينا الأفكار التي تُقَلِّل من قيمة الذات، يجب أن نتذكّر أنّ جميع البشر يستحقّون الحُبّ. مَهْما كانت التجارب قاسيةً نبقى مستحقّين الحُبّ.
أمّا الخطوة الثانية الأساسيّة فهي أنْ ندركَ أنّ طبيعتَنا علائقيّة، وأنّ العزلةَ لن تؤدّي إلى السعادة. فتَراتٌ قصيرةٌ من العزلة يمكن أن تكون مُعزّية، لكن مِنْ بعدِها علينا القيام بخطواتٍ صغيرةٍ لبناء العلاقات من جديد بِدءًا ممّن حولنا. ما يعني تحويل الهدف مِنَ العثور على الشريك إلى تعزيز العلاقات القائمة، وفي الوقت نفسه السعي للتعرّف على أشخاصٍ آخرين.
كتبَ أحدُهم: “إنْ لمْ يحصل الحبّ في الوقت الذي نتوقّعه أو لَم يحدث أيّ لقاء عندما نكون مستعدّين، فهناك بالتأكيد سببٌ وجيه. مِنَ الضروريّ أنْ نعرفَ أنَّ لإيجاد الحلّ علينا أنْ نتشارك مع الحياة في نوعٍ من “الرقص”. نركبُ المَوج ونحصلُ على الصفاء. مِنَ الحكمة أنْ نركبَ الموجة دون معاكَستِها لأنّها ستقودُنا حتمًا حيث نريد أن نذهب. يتعلّقُ الأمر بالثقة بالحياة ومفاجآتها الجميلة”.
أنجيلا مَمّانا

عالمة نفس أخصائية بالتدريب الإنساني

Spread the love