الزواج بالنسبة لنا
فاجأنا ابنُنا المراهق بسؤالٍ على العشاء: لماذا نتزوّج في الكنيسة بما أن ما يهمّ هو رضى الزوجَيْن؟ بالطبع شرَحْنا له ما يعنيه الزواج المسيحيّ بالنسبة لنا، ولكن في الواقع قلقنا قليلاً لمدى تأثير الثقافة السائدة على أولادنا…
غالبًا ما يكون الوقت الذي تُمضيه العائلة حول المائدة مناسَبةً للمشاركة بأمورٍ غير متوقّعة وللتبادل الثقافيّ الخ. أعتقد أنّ أغلب العائلات تتساءل كيف تُقدّم للشباب نموذجًا للعلاقات الزوجيّة والعائليّة يكون بديلاً عمّا تقدّمُهُ وسائل الإعلام. نلاحظ مثلاً أنّ أكثر البرامج صحّةً تتجاهلُ دورَ المسؤوليّة في العلاقات العاطفيّة وتتكلّم بطريقةٍ دراميّةٍ عن قوى التفكّك التي تُدمّر الأسرة، دون تقديم إجاباتٍ ذات معنى وأمل.
بعد تبادل الخبرات مع عديدٍ من الأزواج أَستنتجُ أنّ حبَّنا وإخلاصَنا هما شهادةٌ لا غنى عنها، واختيارُنا لبعضِنا كلّ يوم كأزواج، هو “لغةٌ صامتة” تُكلِّمُ وتُؤثّر بأبنائنا أكثر ممّا نتخيّل. هناك أيضًا حاجةٌ لإبراز نموذج العائلة المبنيّة على القِيم المسيحيّة والإنسانيّة من خلال مبادراتٍ ومداخلاتٍ على وسائل الإتّصال لإظهار إمكانيّة عيش ثقافة الوحدة في الحبِّ الزوجيّ والعائليّ.
يُمكننا أن نقدّم للشباب مشروع حياةٍ جذّاب، ذات مصداقيّة، خلّاق، آمنٍ وقادرٍ على مداواة كثير من الجروح الإجتماعيّة في عصرنا.
ليتيسْيا ماغري