الرجاءُ ميزةٌ المُؤمِن
فراشةٌ صغيرةٌ رقيقةٌ ولطيفة، وقعت في غرام نجمٍ برّاقٍ في السماء البعيدة. تحدّثت الفراشةُ الجميلة مع والدتها بالموضوع، لكنّ هذه الأخيرة نصحتها بالاكتفاءِ بحُبّ مصابيح البيوت والشوارع. وأضافت قائلةً لها: “يا ابنتي إنّ النجومَ لم توجَدْ كي نرفرفَ حولها، بل المصابيح التي تسمح لنا بالاقتراب منها بكلّ سهولة”.
وكان للوالد مداخلته فقال: “كوني واقعيّة ولا تركضي هارعةً خلف حلمك وخلف النجوم لأنّك لن تجني من ذلك خيرًا أبدًا”.
أمّا الفراشة الحالمة فلم تصغي لما كان يُقالُ لها. كانت عند كلّ مساء، وبعد مغيب الشمس، تستعدُّ لملاقاة النجم. حالما تراه يسطعُ في السماء، كانت ترفرف بجناحيها لتطيرَ هائمةً باتّجاهه. وعند بزوغ الفجر كانت تعود إلى منزلها منهكةً، خائرة القوى.
في أحد الأيّام قال لها والدُها: :يا بُنَيَّتي العزيزة، مرّت شهورٌ عدّة، وما لذعت النارُ أجنحتك! وأخشى ألاّ يحصلَ هذا معك قطّ، على عكس إخوتك وأخواتك الذين لُذِعوا من مصابيح الشوارع والبيوت. هيّا حان دورُكِ الآن، اذهبي وابحثي عن مصباحك، فأنت شابّةٌ نشيطةٌ وجميلة”.
لكنّ الفراشة لم تَسْتَسْلِمْ وثابَرَتْ في تحليقها نحو النجم الذي يبعدُ أكثر من ألف سنةٍ ضوئيّةٍ عنها. كانت مؤمنةً بأنّ نجمَها مُعَلّقٌ على أعلى غصون شجر الدردار. عاشت الفراشة طويلاً وتقدّمت في السنّ، بينما تُوُفّيَتْ عائلتها كلّها من جرّاء الحروقات الكثيرة.
“نجم الرجاء” هو ميزة المؤمن. إنْ كان لك في سماء حياتِكَ نجمٌ، فلا تُضيّعْ وقتك وتحرق أجنحتَكَ بأيّ مصباحٍ كان، بل عِشْ في وئامٍ مع إيمانك وكن جريئًا ومقدامًا، وصوّبْ نظرك نحو العلى.
Spread the love