تعرّفْتُ على شابٍّ وَوُلدَتْ بيننا صداقةٌ جميلة، سرعان ما تحوّلَتْ إلى حُبّ. بعد بضعة أسابيع بَدأتْ تظهر الإختلافات بين حاجاتي وحاجاته وبين رغباتي ورغباته. قال لي إنّه لا يريد التعمّق في علاقتنا، ولا يفكّر بمشروع حياةٍ مشتركة. تألّمتُ جدًّا. قطعْتُ حالًا علاقتي به وقرّرتُ أن لا أدخُلَ ثانيةً بعلاقةٍ مع أيّ شابٍّ آخَر، لكنّي لستُ بسلام. ما العمل؟
تُوَلّدُ خيباتُ الأمل في علاقةِ حُبٍّ ردّاتِ فِعْلٍ مختلفة، كالإنغلاق على الذات لحماية أنفسنا من خيبات أملٍ أخرى، فتتفاعل بداخلنا عواملُ لها علاقةٌ بتقدير الذات، أو تكون تحت وطأة تأثّرها بجراحاتٍ سابقة…
أوّلًا، لا يجب أن نُحمِّلَ أنفسنا عبءَ فشلِ علاقة الحُبّ، لأنّ مسؤوليّةَ نجاح ِأو فشلِ هذه العلاقة لا تقع على طرفٍ واحدٍ بل على الطرفَيْن.
ثانيًا، علينا أن نعترفَ بأنّ كلَّ إنسانٍ يستحقُّ أن يُحِبَّ ويُحَبّ، حتى لو أخطأ.
ثالثًا، إنّ الإنزواءَ يَمنَعُنا من إيجاد السعادة.
أنتِ بحاجةٍ الآن لوقتٍ من الوحدة لتلتقيَ مع ذاتِكِ، لتعودي من بعدِها لتنميَةِ علاقاتٍ “آمنة” مع الأشخاص الأقرب إليكِ، قبلَ أن تنفتحي على أشخاصٍ جُدُد.
تقول Géraldine Prévot- Gigant في كتابها “في البحث عن الحُبّ”: “مَن يعرف أن يتمايَلَ مع رقصةِ الحياة يجدُ الصفاء (…) من الحكمة أن نذهَبَ مع الموج، لا أن نتصدّى له، وهو كفيلٌ أن يَحمِلَنا لنقطة الوصول. لِنُؤمِنْ بالحياة وبمفاجآتها الجميلة.”
أنجيلا مامّانا