التربية الأسريّة الايجابيّة
يحلم كلُّ أبٍ وأمٍّ أن يكون أولادهم أفضل منهم. ما هو أفضل أسلوبٍ في التربية لتحقيق هذا الحلم؟
قبل أن نبدأ بالحديث عن أسلوب التربية، على الأهل أن يكونوا “قدوة”، فلا أطلب من ابني ألاّ يكون عنيفًا وأنا أُعَنِّف زوجتي، ولا أطلب منه ألاّ يتفوّه بكلامٍ خارجٍ عن الأدب وأنا أتكلّم به مع من حولي، وبالتالي أوّل رسالة نوجّها إلى الأب والأمّ هي أن يكونا قدوةً لأبنائهما.
يجب ألاّ يرى الأولاد العنف الأسريّ بكافّة أنواعه بل أن يروا المشاعر الجميلة والكلمات الطيّبة بين الأب والأمّ.
يوجد حاليًّا بعض الأفكار المغلوطة، فعندما نطلب من الوالدَيْن أن يربّوا أولادهم بطريقةٍ إيجابيّة، يرون أنّها أفكارٌ لا فائدة منها. فقد تربّوا هم مثلاً على الضرب، على العنف من قِبَل والدَيْهم، على القهر في البيت وقد كبِروا بحالةٍ جيّدة. وليس لديهم أيّة مشاكل في اتّباع نفس أسلوب التربية، فما رأيك بهذا؟
يخاف الأشخاص عامّةً من الكلام الرنّان (التربية الإيجابيّة)، لكنّ الموضوع ببساطة، كما تحدّثنا من قَبْل، هو أن نكون قدوةً لأولادنا.
ليس العنف أسلوبًا للتربية، فالضرب يهين الطفل ويجرحه ويعلّمه العنف. هناك طرقٌ لطيفةٌ وجميلةٌ جدًّا لتعليم أولادنا، نقوم بتأنيبهم ونحن نتحدّث معهم. يجب أن يكون بيننا وبين أولادنا حوارٌ دائمٌ ومفتوحٌ منذ الطفولة، وهذا ما يمنحهم الثقة. فإذا لم نعطِ الوقت لأولادنا ليتحدّثوا معنا ولنجيب على كلّ أسئلتهم، فبالتأكيد سيبحثون عن الإجابات بالخارج.ما هو دور الوزارة في بثّ جميع الرسائل الإيجابيّة التي أشرْتَ إليها؟
مِن خلال وسائل الإعلام الجماهريّة مثلكم، من خلال جلسات التوعية، وحتّى من خلال الزيارات المنزليّة نوصل الرسائل الإيجابيّة.
علينا تبنّي الرسائل – الأب والأمّ قدوة – التربية بدون عنف – أن نلعب مع أولادنا وليس أن نشتريَ لهم الألعاب فقط، بل أن نتشاركَ معهم باللعب.
وهناك رسالةٌ مهمّةٌ أخرى وهي أن نعامل أولادنا وبناتنا بإنصافٍ ومساواةٍ وبدون تمييز. يجب أن نتنبّه لعدم تمييز الولد عن البنت، وتمييز الطفل البكر عن باقي إخوته، وتمييز من هو الأصغر فيكون المدلّل بين إخوته، وتمييز المتفوّق في دراسته عن أخيه غير المتفوّق – من الممكن أن يكون هذا الطفل لديه مشكلة وليس بالضرورة أن يكون مثل أخيه أو ابن عمّه المتفوّق – تلك المقارنات تجرح الأولاد. هناك بعض الأهالي الذين يميّزون بين الأختَيْن حسب المظهر الخارجيّ! لماذا لا تكونين مثل أختكِ، ولكنّ هذه الأخيرة لا تريد أن تكون مثل أختها، بل أن تكون نفسها، بمظهرها، وبطريقة حديثها.

لقاء مع الدكتور مجدي حلمي – مستشار وزارة التضامن الاجتماعي في مصر –  برنامج وعي

 إعداد المدينة الجديدة

 

Spread the love