“مستقبل البشريّة يمرّ عبر الأسرة”
مع أجواء عيد الميلاد، تكون الأسرة هي الحقيقة الأولى التي نفكّر فيها ونعيش من أجلها. ولكن كيف؟
في ٢٥ ديسمبر ١۹٧۳، تركت كيارا لوبيك لأعضاء جماعة الفوكولاري هذه الوصيّة: “إذا اضُطررتُ اليوم إلى مغادرة هذه الأرض وطُلبَ منّي كلمةً أخيرةً للتعبير عن مثالنا، أقولُ لكم:”كونوا عائلة”.
في ٢٢ نوفمبر ١۹۸۱، أعلن البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني في الإرشاد الرسوليّ “المهام المطلوبة من العائلة المسيحيّة في عالم اليوم”، إنّ “مستقبل البشريّة يمرُّ عبر الأسرة”.
في ۱۹مارس ٢٠١٦، ينشر البابا فرنسيس الإرشاد الرسولي ” الحبّ في العائلة” وفي ۳ أكتوبر ٢٠٢٠ رسالة بابوية عامّة في “الأخوّة والصداقة الاجتماعيّة”.
في ٢٤ أبريل ٢٠٢٢، خاطبت مارغريت كرّام، رئيسة الفوكولاري العائلات قائلة: “هذه اليوم دعوة الله لنا جميعًا، وتكمن في إعادة الحياة والحبّ إلى العالم، والإعلان عن هذا الحبّ وجعله مرئيًّا، والشهادة له بمختلف الطرق”.
إزاء كلّ هذه التعاليم الرائعة، ماذا سنقدّم لقرّائنا حول هذه الأمور الجمّة؟ إذا كان الهدف تحقيق ذلك أي كيف بإمكاننا أن نكون عائلة، علينا أن نقدّم لكم وبشكلٍ مختصرٍ وعمليّ، بعض الأفعال أو التعابير المذكورة في مختلف المستندات المختلفة مع بعض الشروحات. إليكم ما اخترناه لكم:
أن نضيء على الذين يمرّون بتجارب “بالكلمة أو بالمثال على الذين يمرّون بتجارب روحيّة أو أخلاقيّة”. كيارا لوبيك
أن نزيد من دفء الأسرة “لا تدعهم يشعرون بنقص دفء الأسرة” . كيارا لوبيك
أن نبتهج ونعاني “ن نعرف كيف نعاني مع الذين يتألّمون ونبتهج مع الذين يفرحون”. كيارا لوبيك
أن نتفهّم الآخرين “أن نضع أنفسنا مكان الآخرين”. كيارا لوبيك
أن نتأكّد من وجود روح العائلة “لا تبدأ بأيّ نشاط قبل أن تتأكّد من وجود روح العائلة”. كيارا لوبيك
لا نستثني أحدًا من أفراد العائلة “في الأسرة، الأهل، والأجداد، والأطفال جميعُهم أفراد المنزل”. البابا فرنسيس
إكتشاف وتقييم دور المسنّين “فهم خير دليلٍ على استمراريّة الأجيال وهم الدليل الرائع على ترابط شعب الله”. البابا يوحنا بولس الثاني
أن نُنْجد “أن نلبّيَ استغاثة من يعاني من صعوبة أيًّا كانت شدّتها”. البابا فرنسيس
أن نساهم ونعمل من أجل الخير العام “الجميع مدعوٌّ للمساهمة في مشروع مشترك والعمل من أجل الخير العام”. البابا فرنسيس
أن نتصالح “نعم يتشاجرون، ولكن هناك شيءٌ ثابتٌ ولا يتبدّل ألا وهو الرابط الأسريّ. ومهما كانت الخلافات العائليّة فهي ولا بدّ أن توصل الجميع إلى ميناء المصالحة. أفراح وأحزان يتشارك بها كلّ أفراد العائلة”. البابا فرنسيس
أن نسير في الرجاء “[…] الرجاء جريء، فهو يعرف كيف ينظر إلى ما هو أبعد من الراحة الشخصيّة، ويعرف كيف ينفتح على المثل العليا التي تجعل الحياة أكثر جمالًا وإجلالا”. البابا فرنسيس
أن تَصْبُرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وتَحْتَمِلَ كُلَّ شَيْء “لأنّك بهذه الطريقة تبني الخير الحقيقيّ للإنسان وتجعل من هذا الخير نورًا يسطع على الآخرين”. البابا يوحنا بولس الثاني
كيف نتعامل مع الآخرين؟ “حسن التعامل مع الآخرين يكون بالسلوك الحسن والتنّبه، وتقديم الإبتسامة، وإعطاء كلمة تحفّز، كما يكون في إفساح المجال للآخر ومعرفة الإصغاء إليه وسط الكثير من اللامبالاة. هذا الجهد الذي نعيشه كلّ يوم قادرٌ على خلق تعايشٍ صحّيٍ يتغلّب على سوء الفهم ويمنع النزاعات”. البابا فرنسيس
أن نخدم “فالخدمة تعني أوّلًا الإعتناء بمن هم الأكثر هشاشة في عائلاتنا، وفي مجتمعاتنا وفي شعوبنا، وتعمل على الرفع من شأن الأخ”. البابا فرنسيس “نحن بحاجةٍ إلى الحوار للتلاقي ومساعدة بعضنا البعض، فالحوار يتلخّص في التقارب، والتعبير عن الذات، وحسن الإستماع لبعضنا البعض، والتعرّف إلى بعضنا البعض، مع محاولة فهم تبغي البحث عن نقاط التلاقي”. البابا فرنسيس أن نتحاور
أن نصلّي “إنّ الصلاة هي شكرٌ وحمدٌ لله وطلبُ مغفرة ودعاء. وفي هذا كلّه، صلاة العائلة لديها الكثير لتقدّمَه. وما يضفي على الصلاة قوّةً وصلابة هو تماسك الأسرة وتعاضدها الروحيّ وهذا ما يجعلها قادرةً لتشارك في”قوّة” الله. البابا يوحنا بولس الثاني
قيم فنّ التعليم “وهكذا تصبح محبّة الوالدين هي الروح وبالتالي القاعدة التي تُلهم وتُوجّه كلَّ عملٍ تعليميٍّ ملموس، وتُغْنيه بقيَم الوداعة والثبات واللطف والخدمة والتجرّد وروح التضحية، وهي أثمن ثمار الحبّ”. البابا يوحنا بولس الثاني
أن نتغلَّب على المعاناة وخيبات الأمل “توضع المحبّة في موقعٍ حرج، وهذا يتطلّب اللجوء إلى منبع قوّةٍ روحيّة لا نجدها إلاّ عند من يحبّ، “أحبَّ حتى النهاية”. البابا يوحنا بولس الثاني
أن لا ننسى “إنّ الراعي الصالح معنا في كلّ مكان. كما كان في قانا الجليل. وهو اليوم معنا، منبعٌ للأمل، وقوّة للقلوب ومصدرٌ لحماسٍ جديد، وعلامةٌ لإنتصار “حضارة المحبّة”. البابا يوحنا الثاني
وفي الختام تعالوا ننظر إلى “هذه العائلة”، هذه العائلة الفريدة من نوعها في العالم، التي عاشت مجهولةً وصامتة، في بلدةٍ صغيرة في فلسطين وقد اختبرت الفقر، والإضطهاد، والمنفى، هي التي مجّدت الله بطريقةٍ نبيلةٍ ونقيّةٍ لا تُضاهى. هذه العائلة لن تفوّتَ فرصةً لمساعدة العائلات المسيحيّة، بل وفي الواقع جميع عائلات العالم”. البابا يوحنا بولس الثاني (من الإرشاد الرسولي” المهام المطلوبة من العائلة المسيحية في عالم اليوم)
إعداد شارلوت فرحات