لنبدأ بطرح الأسئلة بدورنا:
• بماذا تشعر حين يصغون إليك؟
• بماذا تشعر حين لا يصغي الآخرون إليك؟
• ما هي بالنسبة لك الصفات الضروريّة كي تكون مصغيًا/ متلقيّاً جيّدًا؟
• ما هي بالنسبة لك الصفات الضروريّة كي تكون متحدّثًا/ ناقلاً جيّدًا؟
• من منكما عادةً هو المُرْسِل ومن هو المُرْسَل إليه؟ كم مهمٌّ بالنسبة إليك أن يسمعَكَ الآخر؟ ما هي حواجز التواصل التي تعتقد بوجوب إلغائها كي ينموَ الحوار بينكما؟
• أتعتقد أنّ المكان والزمان لإقامة حوارٍ هما مُهمّان كي تشعرَ حقًّا بأنّك مسموعٌ ويُصغى إليك؟
المبادئ الخمسة من أجل إصغاءٍ إيجابيّ
بالنسبة لبعض الأشخاص، تَعلُّم الإصغاء صعبٌ مثل تعلَّم لغةٍ أجنبيّة، ولكن علينا القيام بذلك كي نقتربَ من شريك حياتنا.
أن نكونَ منتبهين ولا نقطع الحديث
نترك الشريك يُنهي ما يحاولُ قَوْلَه. دراساتٌ حديثةٌ تُظهر أنّ الفردَ يُصغي وسطيًّا لمدّة ١٧ ثانية قبل أن يُقاطع المُتحدّث. إنّ الحفاظَ على الإتّصال يكون أيضًا من خلال النظر مليًّا إلى الآخر دون القيام بأيّ شيء، سوى الإصغاء إلى من يتكلّم.
أن نضعَ أنفُسَنا مكانَ الآخر
علينا أن نضعَ جانبًا كلَّ وجهات نظرنا، ونفرّغَ أفكارنا الخاصّة، ونقدّرَ حقًّا ما يحاول الآخر أن يقولَه ونحن نُصغي له. هذا يتطلّبُ صبرًا وتفهُّمًا من ناحية من يُصغي. علينا إذن تجنُّبَ طرحِ أسئلةٍ عديدة، ومحاولة التزام الصمت والإصغاء.
أن نتعرّفَ على مشاعر الآخر
حين ننتهي من الإصغاء إلى الشريك، لنحاولْ التفكير قليلاً بما سمعناه من دون تشويه المعلومة التي تلقّيناها وتفسيرها كما نريد. يمكننا تلخيص ما سمعناه لتوّنا مترجمين قدر الإمكان وبشكلٍ خاصّ المشاعر التي عبّر عنها الآخر. إنّ تتصرّفنا هذا لا يعني أن نكون موافقين أو غير موافقين، بل يعني أنّنا تفهّمْنا ما حاول الشريك أن ينقلَهُ إلينا.
قد يبدو ذلك في البداية شيئًا غريًبا، ولكن سوف نرى أنّ الأمور ستجري على خير ما يُرام!
أن نحاول فهم ما يمكن أن يكون مهمًّا
الخطوة التالية هي بأن نسأل الشريك: “بالنسبة لك، ما هو الجزء الأهمّ في ما قُلتَهُ لي؟”. ننتظرُ بصمتٍ ريثما يفكّر الشريك بما يبغي التعبير عنه. حين ينتهي كرّر بكلماتك الخاصّة ما سمعته أنت.
مساعدته على تقرير ما يفكّر بالقيام به
لنسأله: “بالنسبة لما قُلتَهُ لي، هل هناك ما ترغب القيام به أنت، أو ترغب أن أقوم به أنا، أو نحن الإثنين معًا؟”
الإنتظار مرّة أخرى بصمت بينما الشريك يفكّر بهدوء بما يريد قوله. وحين ينتهي من الكلام، نعيد صياغة ما سمعناه، لنتيحَ له أن يسمع ما فهمناه. وأخيراً توجيه السؤال: “هل هناك ما تريد إضافته إلى ما قلته لي؟” إذا كان الجواب نعم، نعيد الكرّة من جديد.
ونختم بقول وليام جيمس: “أن تُنمّيَ قوّةَ صمتِكَ لا يقلُّ أهميّةً عن تَنْمِيَتِكَ لقوّة كلمتِكَ”.
المدينة الجديدة