الإختلاف والدمج
“أبي! أمّي! نظّمَتْ المدرسة رحلةً إلى إيطاليا وأريد أن أسافر مثل جميع رفاقي”. فاجأَتْ سوسن بطلبها والدَيْها. إنّها فتاةٌ في الثانية عشرة من عمرها لديها تأخّرٌ فكريّ، تتابع دروسها في مدرسةٍ عاديّة، إختارت “دمجَ” التلاميذ ذوي الإحتياجات الخاصّة في صفوفها، مؤمّنةً لهم المرافقة المناسبة. رحَّبَ والدَيْها بالفكرة رغم مخاوفهما و تساؤلاتهما، فسوسن بحاجةٍ لمرافقةٍ دائمة… لكن ما استوقفهما هي العبارة التي استعملتْها سوسن: “مثل جميع رفاقي”. وافَقَا على سفرها حفاظًا على مشاعرها. تقول فيرنا مايرز وهي نائب رئيس استراتيجيّة الإندماج : “التنوّع هو الدعوة إلى الحفلة، والإندماج هو الرقصُ فيها”. لا تكفي دعوة سوسن إلى الرحلة، يجب أن تُؤمَّن لها فُرَصُ القيام بالنشاطات المحضّرة. وهذا ما حصل!
لا تقتصر عمليّة الدمج على المدرسة، بل لها دورٌ مهمٌّ على المستوى الإجتماعيّ وتكوين عقليّةٍ جديدة، ومنهجيّةٍ جديدةٍ في مختلف مجالات العمل. إنّ الدمج حقٌّ إنسانيّ، من مبادئه الأساسيّة المساواة في الحقوق وفِرَص المشاركة في الحياة الإجتماعيّة والإقتصاديّة والثقافيّة.
يقول سَدْغورو الكاتب الهنديّ والخبير البيئيّ: “حان الوقت كي نغزوَ العالم بالدمج والكرم، لا بالحروب والعنف وأضاف: “إنّ القيادة تعني الشموليّة والإندماج، لا السيطرة والقوّة”.
للبابا فرنسيس مداخلاتٌ عدّة، تشجّع المجتمع وخاصّةً الشباب حتّى يكونوا “روّادًا للإندماج”: “في التكامل المتبادل ينشأ مجتمعٌ شامل… في مجتمعٍ ما زال أسيرًا لثقافة الإستهلاك، علينا أن نكون روّادًا للإندماج”.
يقول أيضًا: “إنّ الاندماج عمليّةٌ مستمرّة، مثالٌ وهدفٌ يجبُ تحقيقه معًا، من أجل مجتمعٍ أكثر عدالة”. نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لدمج ذوي الإعاقة في القوّة العاملة، والإستفادة من مهاراتهم ومساهمتهم في المجتمع، لأنّ حاليًّا هناك ٧٠ % منهم لا يعملون، بينما هم قادرون على إدارة خدمة مطعمٍ مثلًا وأن يكونوا رياضيّين شبه أولمبيّين”.
مِنَ الضروريّ رفع مستوى الوعي لمختلف أنواع الإعاقة من خلال كسر التحيّزات وتعزيز ثقافة الإندماج القائمة على الكرامة الإنسانيّة. إنّ الإعاقة هي وبكلّ أنواعها تحدّي وفرصةٌ لبناء مجتمعٍ شاملٍ ومدنيٍّ معًا”.
أذكرُ هنا فيلم “Un petit truc en plus” الذي لفتَ الأنظار في مهرجان كانْ هذه السنة، فهو يتكلّم عن الدمج دون ذكره، يصبّ في خانة الإنفتاح وقبول الآخرين على اختلافهم، لا بل محبّتهم بطريقةٍ طبيعيّةٍ ومَرِحَة، دون أيّ لعبٍ على وتر الشفقة أو النظرة الفوقيّة!
إنّ سياسة الدمج مسؤوليّةٌ إنسانيّة. يستطيع كلُّ شخصٍ أن يساهم في بناء مجتمعٍ دامجٍ يشمل جميعَ أفراده على اختلافهم، من خلال كَوْنه منفتحًا، محترِمًا ومتضامنًا، مستعدًّا للوقوف إلى جانب الآخَر ومساعدته.
إنّها دعوةٌ شاملة، تخصُّنا كلّنا، فرديًّا وجماعيًّا، كي تتغلّب إنسانيَّتُنا على كلّ أنانيّة، ولا مبالاة، أو استسلامٍ للأمر الواقع، أو تخاذلٍ أمام مسؤوليّتنا تجاه إخوتنا البشر بكلّ اختلافهم. إن لبّينا هذه الدعوة نكون في الصفّ الأماميّ نزرع بذور عالمٍ يليق بالإنسانِ قمّةِ الخليقة.
لا تقتصر عمليّة الدمج على المدرسة، بل لها دورٌ مهمٌّ على المستوى الإجتماعيّ وتكوين عقليّةٍ جديدة، ومنهجيّةٍ جديدةٍ في مختلف مجالات العمل. إنّ الدمج حقٌّ إنسانيّ، من مبادئه الأساسيّة المساواة في الحقوق وفِرَص المشاركة في الحياة الإجتماعيّة والإقتصاديّة والثقافيّة.
يقول سَدْغورو الكاتب الهنديّ والخبير البيئيّ: “حان الوقت كي نغزوَ العالم بالدمج والكرم، لا بالحروب والعنف وأضاف: “إنّ القيادة تعني الشموليّة والإندماج، لا السيطرة والقوّة”.
للبابا فرنسيس مداخلاتٌ عدّة، تشجّع المجتمع وخاصّةً الشباب حتّى يكونوا “روّادًا للإندماج”: “في التكامل المتبادل ينشأ مجتمعٌ شامل… في مجتمعٍ ما زال أسيرًا لثقافة الإستهلاك، علينا أن نكون روّادًا للإندماج”.
يقول أيضًا: “إنّ الاندماج عمليّةٌ مستمرّة، مثالٌ وهدفٌ يجبُ تحقيقه معًا، من أجل مجتمعٍ أكثر عدالة”. نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لدمج ذوي الإعاقة في القوّة العاملة، والإستفادة من مهاراتهم ومساهمتهم في المجتمع، لأنّ حاليًّا هناك ٧٠ % منهم لا يعملون، بينما هم قادرون على إدارة خدمة مطعمٍ مثلًا وأن يكونوا رياضيّين شبه أولمبيّين”.
مِنَ الضروريّ رفع مستوى الوعي لمختلف أنواع الإعاقة من خلال كسر التحيّزات وتعزيز ثقافة الإندماج القائمة على الكرامة الإنسانيّة. إنّ الإعاقة هي وبكلّ أنواعها تحدّي وفرصةٌ لبناء مجتمعٍ شاملٍ ومدنيٍّ معًا”.
أذكرُ هنا فيلم “Un petit truc en plus” الذي لفتَ الأنظار في مهرجان كانْ هذه السنة، فهو يتكلّم عن الدمج دون ذكره، يصبّ في خانة الإنفتاح وقبول الآخرين على اختلافهم، لا بل محبّتهم بطريقةٍ طبيعيّةٍ ومَرِحَة، دون أيّ لعبٍ على وتر الشفقة أو النظرة الفوقيّة!
إنّ سياسة الدمج مسؤوليّةٌ إنسانيّة. يستطيع كلُّ شخصٍ أن يساهم في بناء مجتمعٍ دامجٍ يشمل جميعَ أفراده على اختلافهم، من خلال كَوْنه منفتحًا، محترِمًا ومتضامنًا، مستعدًّا للوقوف إلى جانب الآخَر ومساعدته.
إنّها دعوةٌ شاملة، تخصُّنا كلّنا، فرديًّا وجماعيًّا، كي تتغلّب إنسانيَّتُنا على كلّ أنانيّة، ولا مبالاة، أو استسلامٍ للأمر الواقع، أو تخاذلٍ أمام مسؤوليّتنا تجاه إخوتنا البشر بكلّ اختلافهم. إن لبّينا هذه الدعوة نكون في الصفّ الأماميّ نزرع بذور عالمٍ يليق بالإنسانِ قمّةِ الخليقة.
حياة فلاّح