“إني شكرًا لكلّ شيءٍ”
أحارُ مِن أين أبْدأ. أكتبُ هذه الأسطر عن صديقةٍ عزيزة، ماغي، زُرتُها منذ بضعة أيّامٍ في المستشفى، وأنا تحت تأثير ما وردَني الآن عن وضعها الدقيق والخطر، وأنّها تعلم ذلك وتتمنّى أن تُلاقي يسوع بعد بضعة أيّامٍ في عيد القيامة…
لقد أصابها السرطان في البنكرياس منذ ثلاث سنوات، تميّزت خلالها، كما في كلّ حياتِها، بِحُبِّها للحياة وإيمانِها الثابت، وعَيْشِها اللحظةَ الحاضرة بمحبّة الله في كلمته وإرادته، وكيف تعكسُ محبَّتَهُ على كلّ قريبٍ بالعطاء والخدمة التي لا تتعب.
تألّمتُ وفرِحتُ معها، آمنتُ وصلّيتُ معها، ووَثِقْتُ ثقةً تامّةً بمشروع محبّة الله عليها. الآن أسترجعُ ما قالَتْه لي ولن أنساه:
– “حاولتُ أن أَلمُسَ طرفَ رداء يسوع مثل المرأة النازفة… هي شُفِيَتْ. يبدو أنّني لم أستطِعْ الوصولَ إليه…”
– “هو أيضًا في بستان الزيتون تألّم وعَرِقَ دمًا لكنّه قال: لتكُنْ مشيئتُك!”
– “كم أشكرُ اللهَ على كلّ الرحلات التي قمتُ بها في حياتي، من لورد إلى مديوغورييه، إلى ضريح البابا كريلّوس في مصر. لكن أشكرُهُ فوق كلّ شيءٍ على مثال “الوحدة”، مثال الفوكولاري، ثمرة المحبّة المتبادلة حتّى بذل الذات، هذا المثال الذي رسّخني في محبّة الله اللامتناهية ودفعني لأخدُمَ دون مقابل، وعلّمني كيف أسامح وكيف أطلبُ السماح، كي تكونَ محبّتي صافية”.
– عندما صرتُ طريحةَ الفراش، غير قادرةٍ على المساعدة، كنتُ أبحثُ وأجدُ دائمًا من يفعلُ ذلك عنّي”.
– أمضيتُ الليلَ كُلَّهُ أُنادي يسوعَ المصلوب الذي صرخ “لماذا” وأقول له: “أين أنتَ يا يسوع المتروك؟”.
وعندما يسألُها أحدُهم: “لماذا كلُّ هذا الألم؟”، تجيبُ دائمًا: “هل أنا أعرف؟ لا! هو يعرف! هو الحبّ، كلّ الحبّ”.
في المساء وبعد زيارتي لصديقتي ماغي، كتبتُ في مفكّرتي: “رغم الحاضر الموبوء جرثوميًّا وإقتصاديًّا، لن أدخُلَ في تجربة الهلع. أفعلُ إرادتك ربّي وأنت تهتمُّ بما تبقّى. أرغبُ لو آخُذ عن صديقتي ألَمَها، لكن لا أستطيع، بل لا يحقُّ لي ذلك، لأنّ ألمَها هذا مُلْكُها، هو آخرُ فقرةٍ من مسيرةِ تقديسها لتصلَ عند مَنْ أحَبَّتْهُ وكان في المرتبة الأولى في حياتها”.
منذ بضعة أيّام مَضَتْ إليه، وها هو اليوم واقفٌ يستقبلُها قائلاً: “هلُمّي يا جميلتي، هلُمّي إلى حديقتي”، فَتُجيبُه: إنّي شكرًا لكلّ شيءٍ وإلى الأبد… شكرًا لك”.
لقد أصابها السرطان في البنكرياس منذ ثلاث سنوات، تميّزت خلالها، كما في كلّ حياتِها، بِحُبِّها للحياة وإيمانِها الثابت، وعَيْشِها اللحظةَ الحاضرة بمحبّة الله في كلمته وإرادته، وكيف تعكسُ محبَّتَهُ على كلّ قريبٍ بالعطاء والخدمة التي لا تتعب.
تألّمتُ وفرِحتُ معها، آمنتُ وصلّيتُ معها، ووَثِقْتُ ثقةً تامّةً بمشروع محبّة الله عليها. الآن أسترجعُ ما قالَتْه لي ولن أنساه:
– “حاولتُ أن أَلمُسَ طرفَ رداء يسوع مثل المرأة النازفة… هي شُفِيَتْ. يبدو أنّني لم أستطِعْ الوصولَ إليه…”
– “هو أيضًا في بستان الزيتون تألّم وعَرِقَ دمًا لكنّه قال: لتكُنْ مشيئتُك!”
– “كم أشكرُ اللهَ على كلّ الرحلات التي قمتُ بها في حياتي، من لورد إلى مديوغورييه، إلى ضريح البابا كريلّوس في مصر. لكن أشكرُهُ فوق كلّ شيءٍ على مثال “الوحدة”، مثال الفوكولاري، ثمرة المحبّة المتبادلة حتّى بذل الذات، هذا المثال الذي رسّخني في محبّة الله اللامتناهية ودفعني لأخدُمَ دون مقابل، وعلّمني كيف أسامح وكيف أطلبُ السماح، كي تكونَ محبّتي صافية”.
– عندما صرتُ طريحةَ الفراش، غير قادرةٍ على المساعدة، كنتُ أبحثُ وأجدُ دائمًا من يفعلُ ذلك عنّي”.
– أمضيتُ الليلَ كُلَّهُ أُنادي يسوعَ المصلوب الذي صرخ “لماذا” وأقول له: “أين أنتَ يا يسوع المتروك؟”.
وعندما يسألُها أحدُهم: “لماذا كلُّ هذا الألم؟”، تجيبُ دائمًا: “هل أنا أعرف؟ لا! هو يعرف! هو الحبّ، كلّ الحبّ”.
في المساء وبعد زيارتي لصديقتي ماغي، كتبتُ في مفكّرتي: “رغم الحاضر الموبوء جرثوميًّا وإقتصاديًّا، لن أدخُلَ في تجربة الهلع. أفعلُ إرادتك ربّي وأنت تهتمُّ بما تبقّى. أرغبُ لو آخُذ عن صديقتي ألَمَها، لكن لا أستطيع، بل لا يحقُّ لي ذلك، لأنّ ألمَها هذا مُلْكُها، هو آخرُ فقرةٍ من مسيرةِ تقديسها لتصلَ عند مَنْ أحَبَّتْهُ وكان في المرتبة الأولى في حياتها”.
منذ بضعة أيّام مَضَتْ إليه، وها هو اليوم واقفٌ يستقبلُها قائلاً: “هلُمّي يا جميلتي، هلُمّي إلى حديقتي”، فَتُجيبُه: إنّي شكرًا لكلّ شيءٍ وإلى الأبد… شكرًا لك”.
حياة فلّاح