إنّها خيرٌ مُشترَك
عبدُ الله شابٌّ مُجازٌ بالِإقتصاد والتجارة. والدُهُ هو المؤسّس والمدير لشركةٍ في دُبَيّ تعتني بتصنيع وبيع الدهانات، وعبدُ الله هو نائب المدير. يهتمُّ الوالد، كما الإبن، بموضوع البيئة فيرفضان أن تتلوّث ويَلْجآن لاستعمال الماكينات والفلاتر الخاصّة بهذا الغرض. يحرُصان أيضَا على الحفاظ على سلامة موظّفيهم وذلك بِجَعلِهم يعملون بشروطٍ تكفلُ حمايَتَهُم.
إنّ معظمَ موظّفي الشركة مهاجرون، أتوا من باكستان، والنيبال، والفيليبّين، والكامرون، والسنغال وغيرها من البلدان التي لا تُقدّم خدماتٍ إجتماعيّةٍ لائقة، بسبب الفقر أو الحرب أو عدم الِإستقرار السياسيّ أو التوتّرات العِرقيّة والدينيّة… ولأنّ عبدُ الله مقتنعٌ بأهمّيّة الرأس المال البشريّ والعلائقيّ داخل الشركات، قام بدراسةٍ حول أوضاع موظّفيه المعيشيّة، واكتشف أنّهم يَحرمون أنفُسَهم من كلّ شيءٍ ليُرسِلوا المالَ لعائلاتهم، والعائلة عند مُعظمِهم تتضمّنُ ليس فقط الآباء والإخوة، لكن أيضًا أبناء العمّ والخال… لذا قرّر أن يَضربَ رواتبهم بخمسة أضعاف حتّى تؤَمّنَ لهم ولعائلاتهم حياةً كريمة. لم يَكْتَفِ عبدُ الله بذلك، بل أخذ على عاتقه المصاريف الطبّيّة والأقساط المدرسيّة والجامعيّة لأولادهم، ليتمكّنوا من إيجاد عملٍ لائقٍ مُستقبليًّا.
خلق عبدُ الله صندوقًا خاصًّا يُمَوِّلُهُ من أرباح الشركة لمُساعدة موظّفيه على المدى الطويل. فهو يقول: “يجبُ أن يُستثمَر جزءٌ من الأرباح في تطوير الشركة، ويذهبُ جزءٌ آخر لتوفير حاجات أصحابها والجزء الثالث للموظّفين كزيادةٍ على رواتبهم. لأنّ الشركة هيَ في الواقع “خيرٌ مُشترَك” يخصُّ كلَّ الذين يعملون فيها ويجب أن يكون في خدمتهم”، وهي تدعم كذلك العديد من المؤسّسات الطوعيّة في مختلف بلدان حول العالم.
تُذكّرُنا قصّة عبدُ الله بكلام قداسة البابا فرنسيس: “مُساعدة الفقراء بالمال يُمكن أن يكون حلًّا مؤقّتًا وضروريًّا لمواجهة الحالات الطارئة (…) لكنّ الهدف الحقيقيّ هو مُساعدتهم على بناء حياةٍ كريمةٍ بواسطة عملهم”.
إعداد حياة فلاّح