إستقبل البابا فرنسيس في ٢ أيلول ٢٠١٩ قي لقاءٍ خاصّ ماريا فوتشه، رئيسة حركة الفوكولاري الحاليّة، وخيسوس موران الرئيس المساعد، والمناسبة هي إحياء الذكرى المئويّة لولادة كيارا لوبيك مؤسِّسة “عمل مريم” أو الفوكولاري. ولهذا الغرض ستُقام على مدار سنةٍ كاملة، أي من ٧ كانون الأوّل ٢٠١٩ إلى ٧ كانون الأوّل ٢٠٢٠، نشاطاتٌ عدّة، من معارض وإصدار منشورات ولقاءات إلخ…، وذلك ليس بدافع الحنين إلى الماضي القريب، إنّما ليتسنّى للكثيرين التعرّف على كيارا و«كاريزما» الوحدة التي وهبها إيّاها الله والتي هي اليوم مُلزِمة أكثر من أيّ وقتٍ مضى!
ماريا فوتشه :
«خرجنا للتوّ من اللقاء مع قداسة البابا، وقد كان اللقاء جميلاً جدًّا وتميّز بمودّةٍ إستثنائيّة. أهدينا قداسته كتاب كيارا حول « الأفكار الروحيّة »، نظر إليه بعنايةٍ وتقدير، كما قدّمنا له أيقونةً للعذراء يُطلقُ عليها إسم «عون وفرحة جميع المنكوبين». أحبّ كثيرًا الأيقونة والإسم، لم يكن قد سمع عنها من قبل، أمّا رؤية هؤلاء الأشخاص الذين يعانون ويلتجأون إلى العذراء، فقد ذكّره ذلك بالصفحة الأخيرة من كتاب «مانزوني» حيث يصلّي جميعُ البرص إلى العذراء ويستنجدون بها في خضمّ آلامهم.
تميّز اللقاء بأكمله بثقةٍ كبيرةٍ وانفتاحٍ رائع. كرّر البابا «إمضوا قُدُمًا»، «إمضوا قُدُمًا»، رُبّما ألف مرّة. شَكَرَنا على الخير الذي نفعله وشَعَرْنا بسعادته لرؤيتنا. طلب أن نُصلّيَ من أجله وأكّدنا له بأنّنا نفعل. قلتُ له «إنّ الجميعَ يصلّي اليوم، لأنّ جماعة الفوكولاري كلّها في العالم تعرف أنّنا هنا مع قداستكم، الكلّ يصلّي من أجل هذا الإجتماع، ليس فقط الكاثوليك، بل الجميع». فتح حينها البابا ذراعيه كما لو كان يعانق كلّ الذين يصلّون، كان ذلك رائعٌ حقًّا».
خيسوس موران
«أعتقد أنّ اللقاء كان بإسم المحبّة المتبادلة لأنّ البابا كرّرهذه العبارة مرارًا: «أشكركم على ما تقومون به، أمضوا قُدُمًا»، فأكّدنا له: «نحن ندعمكم بما تفعلونه وننشر فكركم». وهنا تذكّرت على الفور تجربة كيارا حين توجّهت لقداسة البابا بولس السادس الذي قال لها آنذاك: «هنا كلُّ شيءٍ ممكن». حقًّا كلُّ شيءٍ ممكن! قال لنا قداسته: “أمضوا قُدُمًا بِحَمْلِ نبؤات كيارا”. بعد ذلك تحدّثنا عن أشياء عمليّة كثيرة».
ماريا فوتشه
«أعرب قداسة البابا مرّةً أخرى عن أسفه لرؤية عودة القوميّات (فتناحُر القوميّات أدّى لحروبٍ عديدةٍ خلال التاريخ)، وإلى وجود عقباتٍ أمام السلام وقال: « حتّى في حضن الكنيسة هناك بعض الذين يفكّرون بطريقةٍ مختلفة. ولكن هل من الممكن أّلاّ نتعلّم شيئًا من التاريخ؟»، وأضاف: «أبكي لدى سماعي بعض البيانات ضدّ السلام وضدّ التفاهُم المتبادل».
ثمّ قال لنا شيئًا جميلاً: « في بعض الأحيان، يكون من الأفضل بالنسبة إلينا طلب المغفرة بدلاً من طلب الإذن، فمن لا يعمل شيئًا خوفًا من الخطأ لا يُثمرُ البتّة”. كرّر ذلك عدّة مرّات
شعرنا كذلك بمدى اهتمامه بالكهنة والرهبان والأساقفة لكأنّه يطلب منّا أن نتعاون معه في ذلك».
خيسوس موران
«لقد كان متألّمًا للغاية بسبب بعض الصراعات التي لا تزال تُسبّب وفيّاتٍ وضحايا، قال : « لكن هل من الممكن أنّنا لم نتعلّم بعد من الحروب الدمويّة التي شهدناها؟»
وبحديثه عن أوروبا رأيناه قلقًا. أخبرناه عن الماريابولي الأوروبّيّة، هي ماريابولي-مدينة مريم- وفد إليها هذه السنة جماعاتٌ من مختلف دول أوروبا ليعيشوا معًا قانون المحبّة المتبادلة ويحاولوا بناء الوحدة في ما بينهم.
تحدّثنا عن الذكرى المئويّة لكيارا، وأعرب عن تقديره لها. فقد شعر أنّ الأمر لا يتعلّقُ بإحتفالٍ لمجرّد الذكرى، إنّما بكاريزما كيارا أي بحدثٍ حقيقيّ وفعليّ».
مكتب الفوكولاري الإعلاميّ