إسهروا ولا تملّوا
لكي نحبَّ الله يجبُ أن نتمّمَ مشيئته التي تظهر أمامنا لحظةً تلو الأخرى. ومشيئةُ الربّ هذه يمكن أن نكتشِفَها من خلال أحداثٍ خارجيّة، أو واجباتِنا اليوميّة أو نصائِحَ أشخاصٍ يُمثّلون الله بالنسبة إلينا. أو أنّها تظهر من خلال أحداثٍ طارئةٍ أليمةٍ أو مفرحة. من يفهم هذه الأحداث هو الروح المُتنبّهة الواعية واليقظة. فليس عبثًا يتكلّمُ الإنجيل غالبًا عن السهر والتيقّظ.
والإنجيلُ هو الذي يركّز انتباهَ الإنسان على الحاضر حين يدعوه إلى عدم القلق على المستقبل، فيجعله يطلبُ من الآب خبزَهُ اليوميّ لا غير، ويدعوه إلى حَمْلِ صليبه “اليوم”، ويذكّره بأنّه يكفيه همّ “كلّ يوم”. ويُحذّرُ الإنجيل قائلاً: “ما من أحدٍ يضعُ يدَهُ على المحراث ويلتفتُ إلى الوراء يَصْلُحُ لملكوت الله”.
نحن المسيحيّين، لكي نعتادَ على عيش الحاضر جيّدًا ، علينا أن نعرفَ كيف ننسى الماضي ولا نقلق بسبب المستقبل. وهذه حكمةٌ منطقيّة، طالما أنّ الماضي لم يَعُدْ موجودًا والمستقبل سيكون حين يُصبحُ حاضرًا. وفي هذا الصدد كانت القدّيسة كاترينا تقول: “إنّ التعبَ الذي مضى لم نَعُدْ نملكه، لأنّ الزمن ولّى، وكذلك تعب المستقبل، فنحن لسنا بمتأكّدين من أنّه سيكونُ لدينا الوقت لذلك”.
يعرف العظماء والقدّيسون هذه القاعدة، فقد اعتادوا على تمييز صوت الله من بين جميع الأصوات في داخلنا. وفي هذا التمرين المستمرّ، يصبح التمييز أسهل أكثر فأكثر لأنّ الإرادة تتقوّى وتكبر، وفي البداية قد لا يكون الأمر في غاية البساطة.
يصبح من الضروريّ حينها، وبفِعْلِ تسليم الذات الكامل لله، أن نؤمنَ بمحبّته ونتمّمَ بتصميمٍ ما يتهيَّأ لنا أنّها إرادته، وكلُّنا ثقة أنّه سيضعُنا على الطريق القويم إنْ نحن أخطأنا التقدير. حين تظهر بوضوحٍ إرادةُ الله، حين تدعونا مثلاً إلى عملٍ علينا أن نُتَمِّمَهُ خلال ساعاتٍ طوال، هناك دومًا تجربةٌ علينا أن نتخطّاها، أو حيرةٌ نطرُدُها، أو همٌّ علينا أن نرميه في قلب الله، أو أفكارٌ مُشتَّتةٌ علينا أن نُبعِدَها، أو رغباتٌ شتّى نتخلّى عنها، كي نتمّمَ بكمالٍ مشيئته هذه.
أن نعيشَ اللحظة الحاضرة فكرةٌ وممارسةٌ غنيّةٌ جدًّا. أن نعيشَ الحاضر، هذا ما يُطعّمُ حياتنا الحاضرة بالحياة الأبديّة.
والإنجيلُ هو الذي يركّز انتباهَ الإنسان على الحاضر حين يدعوه إلى عدم القلق على المستقبل، فيجعله يطلبُ من الآب خبزَهُ اليوميّ لا غير، ويدعوه إلى حَمْلِ صليبه “اليوم”، ويذكّره بأنّه يكفيه همّ “كلّ يوم”. ويُحذّرُ الإنجيل قائلاً: “ما من أحدٍ يضعُ يدَهُ على المحراث ويلتفتُ إلى الوراء يَصْلُحُ لملكوت الله”.
نحن المسيحيّين، لكي نعتادَ على عيش الحاضر جيّدًا ، علينا أن نعرفَ كيف ننسى الماضي ولا نقلق بسبب المستقبل. وهذه حكمةٌ منطقيّة، طالما أنّ الماضي لم يَعُدْ موجودًا والمستقبل سيكون حين يُصبحُ حاضرًا. وفي هذا الصدد كانت القدّيسة كاترينا تقول: “إنّ التعبَ الذي مضى لم نَعُدْ نملكه، لأنّ الزمن ولّى، وكذلك تعب المستقبل، فنحن لسنا بمتأكّدين من أنّه سيكونُ لدينا الوقت لذلك”.
يعرف العظماء والقدّيسون هذه القاعدة، فقد اعتادوا على تمييز صوت الله من بين جميع الأصوات في داخلنا. وفي هذا التمرين المستمرّ، يصبح التمييز أسهل أكثر فأكثر لأنّ الإرادة تتقوّى وتكبر، وفي البداية قد لا يكون الأمر في غاية البساطة.
يصبح من الضروريّ حينها، وبفِعْلِ تسليم الذات الكامل لله، أن نؤمنَ بمحبّته ونتمّمَ بتصميمٍ ما يتهيَّأ لنا أنّها إرادته، وكلُّنا ثقة أنّه سيضعُنا على الطريق القويم إنْ نحن أخطأنا التقدير. حين تظهر بوضوحٍ إرادةُ الله، حين تدعونا مثلاً إلى عملٍ علينا أن نُتَمِّمَهُ خلال ساعاتٍ طوال، هناك دومًا تجربةٌ علينا أن نتخطّاها، أو حيرةٌ نطرُدُها، أو همٌّ علينا أن نرميه في قلب الله، أو أفكارٌ مُشتَّتةٌ علينا أن نُبعِدَها، أو رغباتٌ شتّى نتخلّى عنها، كي نتمّمَ بكمالٍ مشيئته هذه.
أن نعيشَ اللحظة الحاضرة فكرةٌ وممارسةٌ غنيّةٌ جدًّا. أن نعيشَ الحاضر، هذا ما يُطعّمُ حياتنا الحاضرة بالحياة الأبديّة.
كيارا لوبيك
