إسمه بِيُو
وُلد فرنشِسْكو فُورجيونو في ۲٥ أيّار عام ١۸۸٧ في إيطاليا. سنة ۱۹۰٣ إلتحق برهبنة الكبّوشيّين وقام بنذوراته سنة ١۹۰۹ آخذًا إسم بِيُو تكريمًا للبابا بِيُوس الخامس وبقي في عائلته حتّى عام ١۹١٦ لأسبابٍ صحّيّة، ثمّ التحق بدير في سان جيوفانّي روتوندو، حيث تواضُعُه وتقواه جَذبَت الإخوة وأهالي الضيعة.
سنة ۱۹۱۸ بينما كان يصلّي في الكنيسة أنْعَمَه الربّ بجروحات المسيح: في اليدين والقدمين والصدر، وهو أوّلُ راهبٍ، بعد القدّيس فرنسيس بسبع مئة عام، الذي يعيش جروحات المسيح. وبما أنّه شعر أنّه غيرُ مُستحقّ لم يُخبرْ أحدًا بذلك.
سنة ۱۹٣۰ طلب منه الفاتيكان ألاّ يقوم بالذبيحة الإلهيّة ولا يُعرّف الناس على مدى سنتين. فأطاع بصمت. بعضُ المحيطين به لم يتقبّلوا شُهرَتَهُ وتأثيرَهُ على الناس. وبعض الكهنة في الأديرة في روما شكّوا بصدقيّة جروحاته وقدرته على القراءة في القلوب والقيام بالمعجزات.
كان الأب بِيُو يُعرّف يوميّا من ۱٥ إلى ۱۹ ساعة. وكان يُرشدُ الزوّار روحيًّا وبقساوة. في أثناء الحرب الثانية، كانت المنطقة عرضةً لقصف الطيران، لكنّ القذائف لم تطَلْ مرّةً مكانَ إقامته، لأنّ كلّ ما اقتربت الطائرة منه يظهرُ راهبٌ في السماء ويمنعُهُم من التقدّم فيغيّروا مسارهم.
وأراد الجنرال روسّيني أن يتأكّدَ بنفسه من هذه الرواية فذهب على رأس الطائرات وعاد مذهولاً، لأنّ الكاهن في السماء مَنَعَهُم من التقدّم ونزلت القذائفُ فوق الغابة. ولمّا انتهت الحرب، ذهب مع بعض الطيّارين إلى الدير والتقى بالرهبان وسرعان ما عرف الراهب الذي ظهر في السماء . فتقدّم الأب بيُو نحوه وقال له: “إذًا أنتَ هو من كان يريد قتلنا جميعًا”. فركع الجنرال أمامه وأصبحا في ما بعد أصدقاء.
كان البابا بندكتس السادس عشر يقول إنّ رسالة الأب بيُو كانت باختصار إرشاد النفوس والتخفيف من آلامهم.
كان همُّهُ أن تعود النفوس لله، وتختبر الرحمة، وأن تَحْيا بوحدةٍ مع يسوع.
كانت حياتُه صلاةً وعيشًا المسبحة، كانت تأمّلاً دائمًا وغوصًا بأسرار المسيح بوحدة روحيّة مع مريم. أمّا ذروةُ الصلاة فكانت عند قيامه بالذبيحة الإلهيّة.
من أقواله :
• ” أتمنّى أن يكون صوتي عالٍ بما فيه الكفاية لأدعُوَ خطأة العالم جميعًا لمحبّة السيّدة العذراء”.
• تعوّدوا أن تفكّروا بالملاك الحارس وتقولوا له: يا ملاك الله، أنت حارسي وإليك أَوْكَلَتْني العنايةُ الإلهيّة، نَوّرْني واحْمِني ودُلَّني على الطريق الآن وفي كلّ أوان”.
• عندما يُعطينا اللهُ ذاته، يُعطينا الجنّة. بفارقٍ وحيد: “القدّيسون يرونَهُ بوجهٍ مكشوف بينما نحن فيكَلّمُنا بشكلٍ محجوب. وفي أحد الأيّام سينشقُّ الحجابُ وسنرى يسوع في أوجِّ مجده”.
• عليكم أن تتحمّلوا الآلام التي يسمح بها الآب. ويسوع الذي لا يحتمل أن تبقوا بالتعاسة، سيجْهَدُ لِيُعزّيكم ويُقوّيكم، ويضعُ بروحكم شجاعةً جديدة.
• قد تسألوني عن تصرّفكم تجاه الألم، لأنّكم تحاولون دائمًا أن تجدوا منفذًا للألم كون الطبيعة تحاول أن تحمي حالها، وتعتقدون أنّ حبّكم لله هو غيرُ كاملٍ وغيرُ صادق. فاطْمَإنّوا لأنّكم تتألّمون كما اللهُ يريد. فإن كانت الطبيعة تطالب بحقوقها، فهذا حالُ الإنسان المسافر الذي، سرِّيًّا وضِمْنِيًّا، يشعر بوجع الآلام ويريدُ أن يهربَ منها. وهذا لأنّ الإنسان خُلقَ ليكون سعيدًا، وأنّ الصلبان هي نتيجة الخطيئة. فلطالما نحن في هذا العالم، سنظلّ نشعر برفضٍ طبيعيٍّ للألم.
• فلتكُن مريمُ العذراء النجمةَ التي تنيرُ طريقكم وتريكُم الطريق الأكيد للذهاب لله. فلتكن الياطر الذي في زمن المحنة يُوحِّدُكم أكثر مع الله. ليس من طريقٍ يوصل إلى الحياة، إلاّ الطريق الذي تسلكُهُ أمُّنا.
• ما أعذبَ يا أبتاه كلمة “صليب” هنا على أقدام الصليب ترتدي الأنفس النور، وتلتهبُ بالمحبّة، وتضعُ أجنحةً تأخذنا إلى سماوات أعلى. فليكن هذا الصليب سريرَ راحةٍ لنا، ومدرسةَ كمال، وإرثَ محبوب!
المدينة الجديدة
Spread the love