إختيارٌ “ثانٍ”
هناك اختيارٌ أوّليٌّ لله في حياتنا. ولكن، حين نختار الله للمرّة الأولى، قد يكون ذلك مجرّد كلمة، مجرّد نظريّة. نحن نختار الله، ولكنّ قوانا وقلبنا وعقلنا يضجّ بأمورٍ مختلفةٍ تمامًا، بكلّ المُثُل التي كانت لدينا من قبل.
نختارُ الله، وعندها نبذل جهدنا لإتمام إرادته، نجهد لنُحبّ، نبذل جهدنا لنرى يسوع في كلّ قريب… إلى أن، بعد أن نكون قد جاهدنا، هذا الإله الذي اخترناه يدخل فينا، لأنّنا إذ نُتمّم إرادة الله ونُحبّ، يأتي الثالوث الأقدس ليسكنَ فينا. وبحواسِ الرّوح، نشعر بنوعٍ من حضورٍ لله. نشعر مثلاً، في وقت الصلاة بنوعٍ من الإتّحاد بالله لم نكن نشعر به من قبل.
لديّ انطباعٌ بأنّ اللهَ يدعونا إلى خيارٍ ثانٍ، لأنّنا ربّما لا نزال نلهو بعض الشيء: فنحتفظ بالقليل من العالم وبالقليل من الله. يطيبُ لنا أن نصلّي، يطيبُ لنا أيضًا أن نُحبّ، يطيبُ لنا أيضًا أن… إلخ… ولكن، يبدو وكأنّ اللهَ يُعطينا دفعًا جديدًا، كأنّه يدعونا من جديد.
وعندها؟ في اختيار الله الثاني هذا، نندفعُ بالتزامٍ أكبر… بالطبع كلُّ ذلك بشكلٍ متقطّعٍ تتخلّلُهُ المِحَن والتجارب والأمراض والحوادث والأوضاع المختلفة إلخ… أوضاعٌ نرى فيها يسوعَ المصلوب والمتروك فنُعانقه، ونخرج منها مع القائم من الموت. ولأنّنا في القائم من الموت ومعه، سوف نختبرُ أيضًا عطايا الرّوح القدس، أي الفرح، والسلام، والمودّة تجاه الجميع، وسماحة الخُلق مع الآخرين، عطايا لا نملكُها إنْ لم يكن الله في داخلنا.
كيارا لوبيك
Spread the love