إحلم بإرادة
شعرَ غصنٌ يومًا بأنَّهُ ملَّ المكوثَ في مكانِهِ، وبدأَ يحلمُ بتطويرِ نفسِهِ وبمستقبلٍ مشرقٍ يُصبحُ فيهِ شيئًا مهمًّا.
كانَ في كلِّ يومٍ يُحدِّثُ الأغصانَ القريبةَ منهُ، فيُخبرُهُم عن آمالِهِ وأحلامِهِ. لكنَّهُم لم يأخذوا كلامَهُ على محملِ الجدِ، بل كانوا يسخرونَ منهُ وينصحونَهُ بأن يستيقظَ من تلكَ الأوهامِ التي يستحيلُ أن تتحقّق. ومع مرورِ الوقتِ ملّت الأغصانُ من سماعِ نفسِ القصّة، وتعبَ الغصنُ الحالمُ من الكلامِ والانتظار، لكنّه لم يتخلَّ عن حلمِهِ، بل استمرَّ يحلمُ بصمتٍ وطولِ أناة، فاعتقدتِ الأغصانُ أنَّه نسيَ حُلُمَه.
معَ حلولِ فصلِ الشتاء، هبّت رياحٌ قويّةٌ عبثَت بأغصانِ الأشجارِ وخلّفَت وراءها تشوّهًا في جمالِ الطبيعة، وكان الغصنُ الحالمُ من بين ضحايا تلكَ العاصفة، إذ كُسِرَ عن أمِّهِ وتدحرجَ إلى حافّةِ الطريق.
وحدثَ أن مرَّ صدفةً بالمكانِ رجلٌ فقيرٌ بثيابٍ ممزّقة، ينتعلُ شبهَ حذاءٍ ملطّخٍ بالوحلِ. ما إن وقعَت عينُهُ على الغصنِ المكسورِ حتّى سارعَ إلى حملِهِ ومضى عائدًا. تعجّب الغصنُ وتساءلَ عن وجهتِهِ وعن المصير الذي ينتظرُهُ. لم يطلْ انتظارُهُ كثيرًا حتّى تراءى لهُ كوخٌ خشبيّ، خرجَ من بابِهِ طفلٌ صغيرٌ يبتسمُ ويشكرُ ربَّهُ على عودَةِ والدِهِ بسلام، كانَ الطفلُ فرحًا بذلك الغصن، وراحَ يحدّقُ فيهِ بأملٍ وكأنّه وجدَ كنزًا ثمينًا.
كانَ في كلِّ يومٍ يُحدِّثُ الأغصانَ القريبةَ منهُ، فيُخبرُهُم عن آمالِهِ وأحلامِهِ. لكنَّهُم لم يأخذوا كلامَهُ على محملِ الجدِ، بل كانوا يسخرونَ منهُ وينصحونَهُ بأن يستيقظَ من تلكَ الأوهامِ التي يستحيلُ أن تتحقّق. ومع مرورِ الوقتِ ملّت الأغصانُ من سماعِ نفسِ القصّة، وتعبَ الغصنُ الحالمُ من الكلامِ والانتظار، لكنّه لم يتخلَّ عن حلمِهِ، بل استمرَّ يحلمُ بصمتٍ وطولِ أناة، فاعتقدتِ الأغصانُ أنَّه نسيَ حُلُمَه.
معَ حلولِ فصلِ الشتاء، هبّت رياحٌ قويّةٌ عبثَت بأغصانِ الأشجارِ وخلّفَت وراءها تشوّهًا في جمالِ الطبيعة، وكان الغصنُ الحالمُ من بين ضحايا تلكَ العاصفة، إذ كُسِرَ عن أمِّهِ وتدحرجَ إلى حافّةِ الطريق.
وحدثَ أن مرَّ صدفةً بالمكانِ رجلٌ فقيرٌ بثيابٍ ممزّقة، ينتعلُ شبهَ حذاءٍ ملطّخٍ بالوحلِ. ما إن وقعَت عينُهُ على الغصنِ المكسورِ حتّى سارعَ إلى حملِهِ ومضى عائدًا. تعجّب الغصنُ وتساءلَ عن وجهتِهِ وعن المصير الذي ينتظرُهُ. لم يطلْ انتظارُهُ كثيرًا حتّى تراءى لهُ كوخٌ خشبيّ، خرجَ من بابِهِ طفلٌ صغيرٌ يبتسمُ ويشكرُ ربَّهُ على عودَةِ والدِهِ بسلام، كانَ الطفلُ فرحًا بذلك الغصن، وراحَ يحدّقُ فيهِ بأملٍ وكأنّه وجدَ كنزًا ثمينًا.
بدأ الوالدُ بنشرِ الغصنِ وتسويةِ التوائِهِ، وبعدَ عملٍ طويلٍ وساعاتِ انتظارٍ ولهفة، أنهى الوالدُ عمله محوِّلًا الغصنَ إلى خشبةٍ مستقيمةٍ ثبّتَها على سقفِ الكوخِ ليحميَ ابنَهُ من غضبِ الطبيعة. رقصَ الطفلُ وهتفَ بحماسٍ إذ تخلّصَ من تسرُّبِ الماءِ عبرَ السقفِ، وأخيرًا سينامُ بسلام. شعرَ الغصنُ بأهميّتِهِ وقيمتِهِ، لقد أصبحَ أمل ذلكَ الكوخ وفرحته.
كلّ إنسانٍ يمكنُهُ أن يحقّقَ حلمه مهما كان مستحيلًا… آمِنْ فقط بقدراتِك واصبُرْ حلول الوقت المناسب، ولا تجعلْ أحدًا يسرقُ منك روعةَ الحلم، بل تحلّى دائمًا بالإرادة الصلبة لتحقيق ذاتك.
كلّ إنسانٍ يمكنُهُ أن يحقّقَ حلمه مهما كان مستحيلًا… آمِنْ فقط بقدراتِك واصبُرْ حلول الوقت المناسب، ولا تجعلْ أحدًا يسرقُ منك روعةَ الحلم، بل تحلّى دائمًا بالإرادة الصلبة لتحقيق ذاتك.
هلا الياس قسطنطين