إبنتي تُخطىءُ في خياراتها
إنّي قلقةٌ جدًّا، لا أدري كيف أتصرّف مع ابنتي… لقد فُقِدَت الثقة بيننا، ولم أعُدْ أفهمُ شيئًا. وفي الحقيقة، إنّي أتجنَّبُها وأتجنّبُ أن أتكلّمَ بالموضوع مع زوجي!
من أمٍّ قلقة .
“يزدادُ هذا النوع من المشاكل في العائلة اليوم، لأنّها تواجه الكثيرَ من التحدّيات والصعوبات القديمة والجديدة، بخاصّةٍ في مجتمعٍ يُعظّمُ الفرديّة ويُقلّلُ من قيمة المسؤوليّة.
يتعرّض أولادُنا لأمورٍ كثيرةٍ تحملُ أخطارًا حقيقيّة: فنجدُ أنفسنا أحيانًا عاجزين عن مواجهة ضغوطات الخُلُقيّات الثقافيّة المختلفة.
وعندما تتعارض خياراتُ أبنائنا مع قِيَمِنا، غالبًا ما نشعر بالفشل: ما كان ينبغي أن نفعل، ولم نَفْعَلْه؟ أين أَخْفَقْنا؟ في الواقع، إنّ متغيّرات العمليّة التربويّة كثيرةٌ ومن الصعب أن نعرفَ أسبابَ تصرّفاتٍ معيّنة، كما أنّ هناك أيضًا حرّيّةُ كلّ واحدٍ منّا وبالتالي حرّيّة أولادنا. ولا نتعلّم ممارسة هذه الحرّيّة إلاّ من خلال محاولاتنا وأخطائنا، وهي قد تُكلّفنا الكثير، لكنّها هي التي تُميّزُ كرامة الإنسان.
لقد اختبرنا مرارًا في الأوقات الصعبة مع أولادنا أنّ أوّل ما يجبُ القيام به هو أن نقوّيَ أكثر فأكثر الوحدة بيننا نحن كزوجَيْن، مُعتَمِدينَ على الحوار والإهتمام المتبادَل في ما بيننا. إنّ الحُبَّ المُتَجَدّد بين الوالدَيْن يُوَلّدُ جوًّا من السلام ونورًا يُمكنُ أن يُوَجّهَ حياة أولادنا أكثر بكثير من كلامنا أو أعمالنا. لذا، أن تتجنّبي ابْنَتك خطأٌ كبير، لا بل يُشكّل خطرًا إضافيًّا، إذ تشعر أنّها وحيدة فتلجأ أكثر فأكثر إلى عاداتها السلبيّة. يجب أن تتمرّني على الحوار معها: تقولي رأيك، ولكن بتجرّد، أي من دون الرغبة بإقناعها. ينبغي أن تعرفي كيف تحترمين خياراتِها وتُضاعفين اهتمامَكِ بها وتُبرزين كلّ ما تملكُهُ من إيجابيّاتٍ وتقدّرينها. عندما يشعر الشخصُ أنّه مُقَدّرٌ ومحبوب، تنمو قدرتُهُ على التصدّي للإغراءات الخارجيّة الخاطئة، ويتوجّه نحو تحقيق ذاته.
عليكِ أيضًا أن تشاركي ما تَمُرّينَ به مع زوجك بل أيضًا مع أشخاصٍ يملكونَ النُضجَ والحكمة.
قوّي في داخلك نار الحبّ الذي لا تُطْفِئُهُ العواصفُ بل تغذّيه.
   ريموندو سكوتّو
Spread the love