
هنا أتساءلُ حول تحديّات دمج الروبوتات في أماكن المعيشة البشريّة. لقد تمّ تصميم روبوت وتطويره ممّا يسمح لكبار السنّ بمواصلة العيش في المنزل، فيكون وسيلةً لمكافحة العزلة. يُطلبُ من الروبوت أن يكون قادرًا على تقديم المساعدة في عددٍ معيّنٍ من الأعمال المنزليّة وقادرًا على المراقبة عن بُعد وطمأنةِ مقدّمي الرعاية لكبارِ السنّ ولأقاربهم. كما يُمكن لكبير السنّ استخدامَ الروبوت كوسيلةٍ للتواصل، فتزوره أسرته إفتراضيًّا. ولكن، ومع كلّ هذا الذكاء المُصطنع، لا يمكن اعتبارَ الروبوت شخصًا بشريًّا يأتي ليأخُذَ مكانك. فلا يمكن لأحدٍ أن يملأ غيابك! من المُسلَّم به، أنّه كي يعملَ الذكاء البشريّ بتوازنٍ ويكونَ مفيدًا للمجتمع بأسره، هو بحاجةٍ إلى أخلاقيّاتٍ تُديره.
أمّا خبرةُ كبار السنّ وحكمتهم، فأنت مَن ينهلُ منها… إنْ كانت أذهانُ الشباب تتغذّى بالفضول والإستكشاف، وإنْ كانت الخبرةُ في سنّ النضج تُثقِّفُ العقلَ وتُهذّبُه، فإنّ الحكمةَ عند كبير السنّ هي حصادُ مكافآتٍ لا يمكننا تقديرها إلّا عندما نصل إلى خريف العمر. هذه الحكمة تساعد الشباب على تبديد شكوكِهم والحدِّ من ردود أفعالهم في مواجهة صعوبات الحياة.
وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالةً للشباب بمناسبة اليوم العالميّ للشباب الثاني والثلاثين سألهم فيها: “هل تدركون أنّ اللقاءَ بين الشباب والمسنّين هو مصدرُ غنًى إستثنائيّ؟ أيُّ اهتمامٍ تولون للمسنّين، لأجدادِكُم؟ أنتم تتوقون، وهذا حقّ، إلى “الإنطلاق”، وتحملون في قلوبكم الكثيرَ من الأحلام، ولكنّكم بحاجةٍ إلى حكمة المسنّين ونظرتهم. فمِنَ المهمّ، فيما تفتحون جناحَيْكم، أن تكتشفوا جذورَكُم وأن “تستلموا الدفّة” من الأشخاص الذين سبقوكم. وكي يُبنى مستقبلٌ ذو معنى، يجبُ فهمَ الأحداث الماضية واتّخاذ المواقف تجاهها. أنتم الشباب تملكون القوّة، والمسنّون يملكون الذاكرة والحكمة. فعلى مثال مريم مع إليصابات، أميلوا نظرَكُم نحو المسنّين، تجاه أجدادِكُم، وسوف يخبرونكم بأمورٍ تُذهِلُ عقلَكُم وتُحرّكُ قلوبَكُم”.
حين تلتقي بكبار السنّ تذكّر أنّ كلَّ مُسنٍّ يمكنُ أن يكون جدَّك. لنَخلُق صداقاتٍ بين الصغار والكبار فنبنيَ جسورًا تجعلنا نكتشفُ أهميّةَ هذه الخبرة ونُعزّزُها. لنَفهم منهم جوهر الحياة…
عيدُ الميلاد على الأبواب، دعونا نعرف كيف نستقبل هدايا كبار السنّ من حكمةٍ ونصيحةٍ وخبرة.
حين تغربُ الشمسُ على وجه عجوز، يدركُ المرءُ أنّ الشيءَ الوحيد المُتبقّي له ويستحقُّ المثابرة هو كميّةُ الحُبّ التي يعطيها ويتلقّاها.
ريما السيقلي