أن نكون متّحدين بإسم يسوع
أن نكون متّحدين بإسم يسوع يعني أن نكون متّحدين من أجله ومن أجل تحقيق وصّيته التي هي المحبّة. يكون يسوع حاضرًا بيننا إذا كنّا متّحدين فيه وبإرادته التي هي أن نحبّ بعضنا بعضًا كما هو أحبّنا.
وكيف أحبّنا يسوع؟ لقد أحبّنا حتّى الموت وتألّم واختبر الترك بنوعٍ خاصّ. كان هذا هو الثمن الذي دفعه ليوحّد البشريّة مع الله والبشر بين بعضهم البعض. ومنذ تلك اللحظة أضحى لكلّ ألمٍ معنى، مثيل ألم يسوع. فمن خلال الألم يشارك الإنسان بخلاص وتقديس نفسه ويشارك بخلاص الآخرين. فهم ذلك القدّيسون وبإعتناقهم الصليب إختبروا الإتّحاد بالله.
محبّة الأخ لا تتطلّب منّا دومًا تضحيةً كبيرة، كما بذل الذات أو الموت من أجله، ولكن إنْ لم يكن مقياسُ محبّتي له بقدر ما هو مقياس محبّة يسوع لنا، فأنا لا أُحِبّ كما أَحَبَّ يسوع. وإذا هو بدوره لم يَعِشْ بتلك الطريقة، فنحن لا يُمكننا أن نتّحدَ بإسم يسوع!
كي يتحقّق إذًا حضور يسوع في ما بيننا، علينا أن نُحبّ بهذا المقياس. كي نحبَّ بهذا المقياس علينا أن نكون “يسوع آخر”.
ولكن حتّى يكون هو بوسطنا، من الضروريّ أن يكون قد أصبح كلُّ واحدٍ منّا يسوعَ آخر. فهذه الحقيقة هى نقطةُ انطلاقٍ ونقطةُ وصوٍل أيضًا.
عندما نقول لبعضنا البعض: “لنُحافظ على حضور يسوع في ما بيننا” مستعدّين حقًّا لبذل حياتنا الواحد من أجل الآخر، عندئذٍ نكون فعلاً يسوع آخر. واتّحادُنا هذا سيحقّق حضور يسوع في ما بيننا وسنصبح يسوع آخر “بشكلٍ كامل”، أي يسوع كما يرغب هو في أن نكون، ويسوع الذي تطلبه منّا حياةُ جسد المسيح السِرّي.
كيارا لوبيك