أنت من يصالحنا

يعملُ زوجي خارج لبنان. وحيث هو تُقامُ لقاءاتٌ دوريّة، مرّةً كلّ أسبوعين، تُقرأُ فيها مقاطِعُ من الإنجيل أو الرسائل أو المزامير، ثمّ يَتِّم حوارٌ حولها وشهاداتُ حياة. كان بين المشتركين بهذه اللقاءات ثلاثة أشخاصٍ يتكلّمون من دون انقطاع، فلا يتركون لغيرهم مجالاً للمشاركة. وكان ذلك يُزعج زوجي جدًّا، وبخاصّةٍ أنّهم يتكلّمون كما لو أنّهم الوحيدون الذين يفهمون الكتاب المقدّس…
وبالرغم من ذلك لم يُقاطعْ زوجي اللقاءات، لكنّه كان دائمًا يشتكي من هؤلاء الأشخاص. أمّا أنا فكنتُ أقول له: “لا بُدَّ أن تجدَ يومًا أمرًا جميلاً لديهم… إصبرْ قليلاً…”.
ذات يوم، زار الجماعةَ بعضُ الكهنة أتوا من لبنان لِيُحْيوا رياضةً روحيّةً تبدأ يوم الخميس مساءً وتنتهي مساءَ يوم الجمعة. لم يكنْ بوسع زوجي الحضور منذ مساءِ الخميس نظرًا لظروف عمله وبُعْدِ المكان الذي ستقام فيه الرياضة. فقرّر الذهابَ يوم الجمعة باكرًا. لذا فكّر أن يتّصلَ بالمجموعة لعلَّ أحدهم يريدُ أن يُرافِقَه. أتعلمون من اتّصلَ به؟ الأشخاص الثلاثة الذين يُزعِجونَه! صُدِمَ في بادىء الأمر ثمّ ابتسَمَ في داخله وقال لله: “ليتمجّد اسمُكَ يا ربّ! أنت تعلمُ ما في داخلي ولا تريدُني أن أبدأ الرياضة قبل أن “أتصالحَ” مع الإخوة هؤلاء!
فشكرًا لك أنت يا من يُصالحنا معك، ومع إخوتنا”.

ندى

Spread the love