أنا مغرم

أنا مغرمٌ بفتاة وأحبّ أن أكون معها في كلّ لحظة. لكنّني بحاجةٍ أن أمضيَ بعض الوقت مع أصدقائي أو ألعبَ معهم كرة القدم. هل رغبتي هذه أنانيّة؟

كرةُ القدم رياضةٌ مفيدةٌ ووسيلةٌ حسنةٌ للترفيه عن النفس. وبما أنّ فتاتك تُحبّكَ، فإنّها ستدَعُكَ ترافقُ أصدقاءك بكلّ سرور. لكنّك ستعامِلُها بالمِثِل؛ إن أرادت مثلاً أن تذهب إلى المسبح، تسمحُ لها… فعلاقةُ الحُبّ بين شابٍّ وشابّة، لا تُلغي الأوقات والنشاطات الشخصيّة لكلّ واحدٍ منهما. وهذا صحيحٌ أيضًا بعد الزواج.
من المهمّ ألّا تدَّعي أنّ حاجَتَكَ لهذه الأوقات هي حقٌّ لك، وتطلُبُ من فتاتِكَ أن تَفْهَمَهُ وتَقْبَلَه. عليكَ أن تقول لها الأمورَ بمحبّة، وتبرهِنَ لها أنّها تأتي في المرتبة الأولى، قبل الرفاق وقبل كرة القدم! تسألُها مثلاً بكلّ بساطة: “هل يزعِجُكِ أن أمضيَ بعض الوقت اليوم مع أصدقائي؟”
مهمٌّ جدًّا أيضًا أن يَسْتَثمِرَ الثنائيّ قبل كلّ شيءٍ الأوقاتَ التي يَمْضِيانِها معًا، بخاصّةٍ إنْ كانا يَنْويان بناءَ عائلةٍ في المستقبل. الصداقاتُ والنشاطاتُ المشتركة تساعدُ على تعميق مَعْرِفتكما لبعضِكُما وبالعلاقة بينكما، وتوضّحُ إنْ كنتما تُناسبان بعضكما فعلاً.
لا يعني ذلك أن يتخلّى كلُّ واحدٍ عن حُرّيَّته، بل أن يَغْتنِيَ من اهتماماتِ الآخَر ويَتَأقْلَمَ مع عاداته. لا يَدَعُنا الحبُّ في الواقع، أن نُعطِيَ شيئًا للآخَر بل أن نُعطِيَ ذاتنا.
أذكرُ كيف كنّا نذهب، أنا والشابّ الذي هو زوجي الآن، إلى الشاطىء خلال العطلة، كان هو يكتفي بالفاكهة الطازجة لوجبة الغذاء ظهرًا، كما كنت معتادةً أن أفعل، بدل أن يجلسَ في البيت ويتذوّقَ وجبةَ اللّزانيا، كما كان يفعل قبل أن يتعرّفَ عليّ… وأنا كنتُ أرافِقُهُ إلى السينما، شغفه الكبير، لحضور فيلم إينْغرِدْ بارْغْمَنْ، بالأبيض والأسود، لا نسمع فيه سوى كلمتين كلّ دقيقتين…
عندما نحبُّ الآخَر نريدُ أن نُسعِدَهُ. إنّه التزامٌ وتحدٍّ يدومُ مدى الحياة. نعيشُهُ أحيانًا بسهولةٍ وأحيانًا أخرى بصعوبة. ما يعني أنّه علينا أن نتعلَّمَ كيف نُحبّ بعضنا ونتغلَّب على حُبّنا لذاتنا، كي تنموَ الشراكةُ بيننا، شراكةُ الحُبّ والمحبّة.

المدينة الجديدة

Spread the love