ألملاك الصغير
في قريتِنا ولدٌ في التاسِعةِ من عمرِهِ إسمُهُ زيد، يعيشُ وحيدًا في كوخٍ صغيرٍ في الغابة. اعتادَ على جمعِ قطع الحديدِ منَ النفاياتِ لِبَيْعِها، أو جمعِ بقايا الطعامِ من فضلاتِ الناسِ لِيَقتاتَ بها.
كانَ أطفالُ القريةِ يخافونَ من ذلكَ الصبيّ الغامض، وكانت تُحاكُ حولهُ رواياتٌ كثيرة، فسيرَتُهُ تحتلُّ سهراتِ أهلِ القريةِ ورواياتِهِم التي تُنسَجُ من وَحْيِ الخيال بهدفِ جذبِ الانتباهِ والتشويق.
عاشَت قصصُ الخيالِ عن زيد في أذهانِ سكّانِ القريةِ من كبيرِهِم إلى صغيرِهِم، فكَرهَهُ الجميع واتّهموهُ بالجنونِ، وكانَ البعضُ منهُم يلاحقونَهُ بالحجارةِ لطردِه.
ذاتَ يومٍ اندلعَ حريقٌ في أحدِ المنازِلِ، وملأ القرية صوتُ أمٍّ تبكي رضيعَها المحترقِ بالنيرانِ، عبثًا حاولَ رجالُ القريةِ إخراجه لكنّهم فشلوا بسبب سرعةِ التهامِ النارِ لخشبِ المنزل، لم يبقَ أمامَهم سوى مراقبَةِ حزنِ الأمِّ اليائسة. بعد أن خفّتَ أجيجُ النارِ سُمِعَ صوتُ الطفلِ آتيًا من حديقةِ المنزلِ الخلفيّةِ، فأسرعوا ووجدوهُ سالِمًا مُعافى. تساءلَ الجميعُ عن هويّةِ ذلك البطلِ الشجاعِ الذي صارَعَ النيران وأنقذَ الطفلَ .
معَ حلولِ الشتاءِ ببردِهِ القارس نسيَ الجميعُ هذِهِ الحادثة، واختفى زيد عن الأنظارِ متواريًا في كوخِه، لكنَّ أحدًا لم يَفقدْ له، بل اعتبروا غيابَهُ خيرًا لهم.
مع حلولِ الربيع عادَتِ الحياةُ تضجُّ في القرية، وزيد ما زالَ غائبًا، إلى أن دفعَ الفضولُ بأحدِ الصيّادينَ إلى استراقِ النظرِ عبرَ نافذةِ كوخِ زيد. رأى سريرًا صغيرًا ينامُ عليهِ ملاكٌ أبيضُ البشرة، وجهُهُ مُشوَّهٌ بحروقٍ بالغة. لقد بقيَت تِلكَ الندوب في وجهِهِ كي تكشفَ أنَّ بطلَ حادثةِ الحريق كان زيد. لقد انتقلَ الملاكُ الصغير إلى العالمِ الآخَر بِصمتٍ ووحدة، حامِلًا معَهُ قلبَهُ المُحبّ.
في هذِهِ الحياة الكثير من الأشخاص الذين يُشبِهونَ زيد، يعيشونَ على هامِشِ الحياة، يَبذلونَ أنفسَهُم بمجّانيّة من أجلِ الحُبّ، فلنبحَث عنهُم قبلَ فواتِ الأوان.
كانَ أطفالُ القريةِ يخافونَ من ذلكَ الصبيّ الغامض، وكانت تُحاكُ حولهُ رواياتٌ كثيرة، فسيرَتُهُ تحتلُّ سهراتِ أهلِ القريةِ ورواياتِهِم التي تُنسَجُ من وَحْيِ الخيال بهدفِ جذبِ الانتباهِ والتشويق.
عاشَت قصصُ الخيالِ عن زيد في أذهانِ سكّانِ القريةِ من كبيرِهِم إلى صغيرِهِم، فكَرهَهُ الجميع واتّهموهُ بالجنونِ، وكانَ البعضُ منهُم يلاحقونَهُ بالحجارةِ لطردِه.
ذاتَ يومٍ اندلعَ حريقٌ في أحدِ المنازِلِ، وملأ القرية صوتُ أمٍّ تبكي رضيعَها المحترقِ بالنيرانِ، عبثًا حاولَ رجالُ القريةِ إخراجه لكنّهم فشلوا بسبب سرعةِ التهامِ النارِ لخشبِ المنزل، لم يبقَ أمامَهم سوى مراقبَةِ حزنِ الأمِّ اليائسة. بعد أن خفّتَ أجيجُ النارِ سُمِعَ صوتُ الطفلِ آتيًا من حديقةِ المنزلِ الخلفيّةِ، فأسرعوا ووجدوهُ سالِمًا مُعافى. تساءلَ الجميعُ عن هويّةِ ذلك البطلِ الشجاعِ الذي صارَعَ النيران وأنقذَ الطفلَ .
معَ حلولِ الشتاءِ ببردِهِ القارس نسيَ الجميعُ هذِهِ الحادثة، واختفى زيد عن الأنظارِ متواريًا في كوخِه، لكنَّ أحدًا لم يَفقدْ له، بل اعتبروا غيابَهُ خيرًا لهم.
مع حلولِ الربيع عادَتِ الحياةُ تضجُّ في القرية، وزيد ما زالَ غائبًا، إلى أن دفعَ الفضولُ بأحدِ الصيّادينَ إلى استراقِ النظرِ عبرَ نافذةِ كوخِ زيد. رأى سريرًا صغيرًا ينامُ عليهِ ملاكٌ أبيضُ البشرة، وجهُهُ مُشوَّهٌ بحروقٍ بالغة. لقد بقيَت تِلكَ الندوب في وجهِهِ كي تكشفَ أنَّ بطلَ حادثةِ الحريق كان زيد. لقد انتقلَ الملاكُ الصغير إلى العالمِ الآخَر بِصمتٍ ووحدة، حامِلًا معَهُ قلبَهُ المُحبّ.
في هذِهِ الحياة الكثير من الأشخاص الذين يُشبِهونَ زيد، يعيشونَ على هامِشِ الحياة، يَبذلونَ أنفسَهُم بمجّانيّة من أجلِ الحُبّ، فلنبحَث عنهُم قبلَ فواتِ الأوان.
هلا قسطنطين