ألصلاة؟ طريقةٌ جديدة؟
أوقف فيروس كورونا المطارات، الأشغال، النقليّات، ولكنّه أوقف أيضًا ممارسة الشعائر الدينيّة عند كلّ الأديان. ظهر من خلال هذا الألم شيءٌ جديد، لم ينجح الجميع بعد برؤية إيجابيّاته. صار المؤمنون، كلُّ المؤمنين ومن كلّ الأديان، يجتمعون عبر وسائل التواصل الإجتماعيّة.
لفتني تعليقُ أحد الشباب المسلمين حين قال: “أتمنّى أن تتمكَّنَ أماكنُ العبادة الإسلاميّة من خلال التكنولوجيا أن تجمعَ عددًا أكثر من الشباب. ألجامعُ يمثّلُ لي المكان الذي أُنمّي فيه إيماني بالله والآن، وهو مغلق، أصبح من المُهمّ جدًّا أن أمْلأَ الفراغَ الروحيّ”.
أمّا عند المسيحيّين فإنّ البابا فرنسيس فتح للعالم آفاقًا جديدةً بحسب التراث المسيحيّ: لقد شقّ طرقاتٍ جديدةٍ من دون أن يتخلّى عن التقليد. وها هي الأرقامُ تشيرُ إلى ما يُزهِرُ عبر هذه الدروب: نرى الملايين يشاركون بالقداس الإلهيّ الصباحيّ من خلال الشاشة، كما شاركوا بصلوات عيد الفصح. تتزايدُ الأعداد لمُتَتَبّعي يوتيوب الفاتيكان، وذلك بكلّ اللغات، ومن أنحاء العالم كافّةً. نحصي مثلًا حوالي أربعمائة ألفِ مشاركٍ باللغة الإسبانيّة، ومائةٍ وخمسين ألفًا باللغة الإنكليزيّة.
كما هناك عددٌ كبيرٌ من الكنائس المسيحيّة المحلّيّة التي تتشارك الصلاة مع المؤمنين من خلال وسائل التواصل الإجتماعيّ، وهذا يحصلُ أيضًا عند الكنائس الأورثوذوكسيّة والإنجيليّة.
كلُّ هذا، كان يحصلُ قبل التعرُّضِ للوباء، ولكن، مع إقفال دُورِ العبادة إتَّسَعَت الدائرة وصارت الصلواتُ تُعاشُ بعمقٍ أكبر. مع الصلاة والمشاركة من خلال وسائل التواصل الإجتماعيّ ينقصُنا شيءٌ أساسيٌّ ألا وهو الأسرار، وبخاصّةٍ الإفخاريستيّا. هذا الألم مؤقّتٌ بانتظار أن تسمحَ الظروفُ باللقاء مجدّدًا داخل الكنيسة.
يُمكنُ لهذا الألم أن يكونَ مُثمِرًا، فالتوقُ يساعدنا على الإنتظار بالصلاة والإيمان وهذا الحرمان المؤقّت يُؤجِّجُ ما نتوق إليه ويزيدُهُ قيمة.
يذكّرني كلُّ هذا بشخصٍ مميّز، كيارا لوبيك. ما قالته في السبعينات، يبدو “نبويًّا”، وهو يَظهرُ من خلال ما نعيشُهُ اليوم كما كان في ذلك الوقت.
تَكلَّمَتْ عن اكتشافها ل “اللّه محبّة” وما سمّته بينابيع الله: ” في ذلك الوقت، كنتُ كما الكثيرين، نفكّرُ أنّ اللهَ بعيدٌ عنّا ولا دخلَ له في حياتنا اليوميّة”. بالنسبة إلى كيارا، إنّ اللهَ هو قبل كلِّ شيءٍ محبّة، ولا نلتقيه في الكنيسة أو أماكنَ مغلقة وتجمّعاتٍ معيّنة أو في الإفخاريستيّا وحسب. يسوع موجودٌ حيثما اجتمع إثنان أو أكثر بإسمه، في كلّ قريب، رجلٍ أو امرأة، صغيرٍ أو مسنّ، إنّه موجودٌ في الإنجيل، موجودٌ في داخلي، في داخلنا معًا، في الأساقفة خلفاء الرُسُل.
والأكيد أنّ ينابيعَ وجود الله متساوية، لا أهمّيّةٌ لواحدةٍ أكثر من الأخرى، وكلُّ ينبوعٍ يضعُ كلَّ شخصٍ بعلاقةٍ كاملةٍ مع الله ومع الآخرين، كلِّ الآخرين.
اليوم، ونحن محرومون من الليتورجيّة، والقدّاس، والصلاة الجماعيّة، يُمكننا أن نتعمّقَ بكلّ ينابيع الله ونكتَشِفَها بشكلٍ أفضل.
هذا يُعطيني إيمانًا أكبر بالمستقبل حين يُمكنُنا أن نطوّرَ آفاقًا جديدةً بالصلاة والإيمان، آفاقًا جماعيّةً منفتحة، وفي الوقت نفسه حميمةً وعميقة.
مشاركةٌ يوميّةٌ وصوفيّةٌ للعلاقة مع الله ومع الإنسان.
لفتني تعليقُ أحد الشباب المسلمين حين قال: “أتمنّى أن تتمكَّنَ أماكنُ العبادة الإسلاميّة من خلال التكنولوجيا أن تجمعَ عددًا أكثر من الشباب. ألجامعُ يمثّلُ لي المكان الذي أُنمّي فيه إيماني بالله والآن، وهو مغلق، أصبح من المُهمّ جدًّا أن أمْلأَ الفراغَ الروحيّ”.
أمّا عند المسيحيّين فإنّ البابا فرنسيس فتح للعالم آفاقًا جديدةً بحسب التراث المسيحيّ: لقد شقّ طرقاتٍ جديدةٍ من دون أن يتخلّى عن التقليد. وها هي الأرقامُ تشيرُ إلى ما يُزهِرُ عبر هذه الدروب: نرى الملايين يشاركون بالقداس الإلهيّ الصباحيّ من خلال الشاشة، كما شاركوا بصلوات عيد الفصح. تتزايدُ الأعداد لمُتَتَبّعي يوتيوب الفاتيكان، وذلك بكلّ اللغات، ومن أنحاء العالم كافّةً. نحصي مثلًا حوالي أربعمائة ألفِ مشاركٍ باللغة الإسبانيّة، ومائةٍ وخمسين ألفًا باللغة الإنكليزيّة.
كما هناك عددٌ كبيرٌ من الكنائس المسيحيّة المحلّيّة التي تتشارك الصلاة مع المؤمنين من خلال وسائل التواصل الإجتماعيّ، وهذا يحصلُ أيضًا عند الكنائس الأورثوذوكسيّة والإنجيليّة.
كلُّ هذا، كان يحصلُ قبل التعرُّضِ للوباء، ولكن، مع إقفال دُورِ العبادة إتَّسَعَت الدائرة وصارت الصلواتُ تُعاشُ بعمقٍ أكبر. مع الصلاة والمشاركة من خلال وسائل التواصل الإجتماعيّ ينقصُنا شيءٌ أساسيٌّ ألا وهو الأسرار، وبخاصّةٍ الإفخاريستيّا. هذا الألم مؤقّتٌ بانتظار أن تسمحَ الظروفُ باللقاء مجدّدًا داخل الكنيسة.
يُمكنُ لهذا الألم أن يكونَ مُثمِرًا، فالتوقُ يساعدنا على الإنتظار بالصلاة والإيمان وهذا الحرمان المؤقّت يُؤجِّجُ ما نتوق إليه ويزيدُهُ قيمة.
يذكّرني كلُّ هذا بشخصٍ مميّز، كيارا لوبيك. ما قالته في السبعينات، يبدو “نبويًّا”، وهو يَظهرُ من خلال ما نعيشُهُ اليوم كما كان في ذلك الوقت.
تَكلَّمَتْ عن اكتشافها ل “اللّه محبّة” وما سمّته بينابيع الله: ” في ذلك الوقت، كنتُ كما الكثيرين، نفكّرُ أنّ اللهَ بعيدٌ عنّا ولا دخلَ له في حياتنا اليوميّة”. بالنسبة إلى كيارا، إنّ اللهَ هو قبل كلِّ شيءٍ محبّة، ولا نلتقيه في الكنيسة أو أماكنَ مغلقة وتجمّعاتٍ معيّنة أو في الإفخاريستيّا وحسب. يسوع موجودٌ حيثما اجتمع إثنان أو أكثر بإسمه، في كلّ قريب، رجلٍ أو امرأة، صغيرٍ أو مسنّ، إنّه موجودٌ في الإنجيل، موجودٌ في داخلي، في داخلنا معًا، في الأساقفة خلفاء الرُسُل.
والأكيد أنّ ينابيعَ وجود الله متساوية، لا أهمّيّةٌ لواحدةٍ أكثر من الأخرى، وكلُّ ينبوعٍ يضعُ كلَّ شخصٍ بعلاقةٍ كاملةٍ مع الله ومع الآخرين، كلِّ الآخرين.
اليوم، ونحن محرومون من الليتورجيّة، والقدّاس، والصلاة الجماعيّة، يُمكننا أن نتعمّقَ بكلّ ينابيع الله ونكتَشِفَها بشكلٍ أفضل.
هذا يُعطيني إيمانًا أكبر بالمستقبل حين يُمكنُنا أن نطوّرَ آفاقًا جديدةً بالصلاة والإيمان، آفاقًا جماعيّةً منفتحة، وفي الوقت نفسه حميمةً وعميقة.
مشاركةٌ يوميّةٌ وصوفيّةٌ للعلاقة مع الله ومع الإنسان.
رشاد (الأردن)