ألحبُّ في ال ٦۱ من العمر
أنا روزا، في ال ٦۱ من عمري، أرملة منذ ۱۱ سنة. لم يكن يشاركُني زوجي إيماني بالله، لكنْ كنّا ثنائيٌّ متجانسٌ ومتّحدٌ جدًّا، نحترمُ بعضنا كلّيًّا. عندما أصيبَ زوجي بالسرطان تقوّى الرابطُ بيننا لأنّنا تشاركنا كلَّ الأوقات الصعبة والألم وأيضًا كلّ لحظة حياةٍ أُعْطِيَتْ لنا يومًا بعد يوم. إعْتَنَيْتُ به ورافَقْتُهُ حتّى النهاية وأنا واثقةٌ تمامًا أنّه في السماء لأنّه، وقبل موته، تقرّب من الأسرار المقدّسة بِفِعْلِ محبّةٍ وثقةٍ عظيمٍ تجاهي وتجاه إيماني.
لم يكن سهلاً أن أتابعَ حياتي من دونه، لكنّي كنت بسلامٍ إذ شعرت أنّه “قد تمَّ كلَّ شيء”.
الآن وبعد ۱۱ سنة، لا أزال أهتمُّ بعائلتي، ولكنْ أصبح لديّ وقتٌ أكثر للترفيه، للسفر مثلاً وحتّى للدراسة… هكذا تعرّفتُ على ألبير، أرملٌ هو أيضًا وصاحبُ مبادىءَ سليمة. كان كلُّ شيءٍ على ما يرام إلى أن بدأ يغارُ كثيرًا ويحاولُ السيطرة على حياتي. قلتُ له إنْ كان لا يثقُ بي فمن الأفضل أن نَنْفَصِل. إعْتَرَفَ بخطأه لكنّه ما لبث أن وقعَ فيه مجدَّدًا. إبتعدتُ عنه لكنّي أشعرُ أنّي وحيدة … .عزيزتي روزا،
شكرًا لمشاركتك بهذه الخبرة التي تشهد لخصوبة الأسرار المقدّسة المُعاشة بالعمق، وكم يستحقُّ الأمرُ أن نحقّقَ مشروعَ الله على حياتنا!
أمّا بالنسبة إلى سؤالك، أتوقّف عند كلمتين وردتا في رسالتك: “إحترام” و”ثقة”. كلمتان أساسيّتان لبناء أيّ علاقةٍ مع الآخر. خارجًا عنهما يغرقُ المرءُ ويتخبّطُ في أنانيّته ولا يستطيع الخروج من ذاته لملاقاة الآخر. لذلك أعتقد أنّه أمام بعض التصرّفات علينا أن نهبَ الثقة والإحترام لذاتنا، ونتركَ للآخر أن يرسُمَ طريقه. بالطبع سنجدُ أنْفُسَنا وحيدين… ولكن، حتّى عُزْلَتنا هذه يُمكنُ عَيْشها بطرقٍ عدّة. يقول Anselm Grün في كتابه :”سكوتٌ ووحدةٌ في إيقاع الحياة”: يجبُ أن نختار، إمّا أن نشتكيَ من وضعنا ونتألّمَ أكثر فأكثر فَنَنْهار، إمّا أن نجعلَ منه فرصةً لنعودَ إلى الإنسجام مع ذاتنا ونصيرَ واحدًا مع الله، مع الخليقة كلِّها ومع الإنسانيّة. هكذا تتحوّلُ عُزْلَتُنا إلى واقعٍ ثمينٍ نكتشفُ فيه غنانا الداخليّ من جديد.
وهذا ما أتمنّاه لك عزيزتي روزا !
لم يكن سهلاً أن أتابعَ حياتي من دونه، لكنّي كنت بسلامٍ إذ شعرت أنّه “قد تمَّ كلَّ شيء”.
الآن وبعد ۱۱ سنة، لا أزال أهتمُّ بعائلتي، ولكنْ أصبح لديّ وقتٌ أكثر للترفيه، للسفر مثلاً وحتّى للدراسة… هكذا تعرّفتُ على ألبير، أرملٌ هو أيضًا وصاحبُ مبادىءَ سليمة. كان كلُّ شيءٍ على ما يرام إلى أن بدأ يغارُ كثيرًا ويحاولُ السيطرة على حياتي. قلتُ له إنْ كان لا يثقُ بي فمن الأفضل أن نَنْفَصِل. إعْتَرَفَ بخطأه لكنّه ما لبث أن وقعَ فيه مجدَّدًا. إبتعدتُ عنه لكنّي أشعرُ أنّي وحيدة … .عزيزتي روزا،
شكرًا لمشاركتك بهذه الخبرة التي تشهد لخصوبة الأسرار المقدّسة المُعاشة بالعمق، وكم يستحقُّ الأمرُ أن نحقّقَ مشروعَ الله على حياتنا!
أمّا بالنسبة إلى سؤالك، أتوقّف عند كلمتين وردتا في رسالتك: “إحترام” و”ثقة”. كلمتان أساسيّتان لبناء أيّ علاقةٍ مع الآخر. خارجًا عنهما يغرقُ المرءُ ويتخبّطُ في أنانيّته ولا يستطيع الخروج من ذاته لملاقاة الآخر. لذلك أعتقد أنّه أمام بعض التصرّفات علينا أن نهبَ الثقة والإحترام لذاتنا، ونتركَ للآخر أن يرسُمَ طريقه. بالطبع سنجدُ أنْفُسَنا وحيدين… ولكن، حتّى عُزْلَتنا هذه يُمكنُ عَيْشها بطرقٍ عدّة. يقول Anselm Grün في كتابه :”سكوتٌ ووحدةٌ في إيقاع الحياة”: يجبُ أن نختار، إمّا أن نشتكيَ من وضعنا ونتألّمَ أكثر فأكثر فَنَنْهار، إمّا أن نجعلَ منه فرصةً لنعودَ إلى الإنسجام مع ذاتنا ونصيرَ واحدًا مع الله، مع الخليقة كلِّها ومع الإنسانيّة. هكذا تتحوّلُ عُزْلَتُنا إلى واقعٍ ثمينٍ نكتشفُ فيه غنانا الداخليّ من جديد.
وهذا ما أتمنّاه لك عزيزتي روزا !
تمارا باستوريلي