منحتني روحانيّة كيارا لوبيك، بعد أن عرفتها، دفعًا كبيرًا في الحياة، لا سيّما وقت الصعوبات. كانت اختباراتُ الألم في حياتي متدرّجةً من حيث الصعوبة. كنت أشعر من خلالها أنّ اللهَ يدرّبُني ويقلِّمُني مثل الكرّام ويحرّرُني من ذاتي لأعيشَ معه بالعمق. كلّما عشنا مع يسوع المصلوب والمتروك يصبح اللقاء “مع الله محبّة” أكثر جذريّةً وأكثر حميميّة.
عشتُ مؤخّرًا مع يسوع المصلوب والمتروك اختبارًا شديدَ الصعوبة حتّى لا أقول إنّه الأصعب على الإطلاق. في لحظاتٍ مماثلة، يشعرُ المرء أنّ الخيار الوحيد المُتبقّي أمامه هو التسليم الكلّيّ لمحبّة الله، لأنّه أصلاً لا يستطيع تغيير الواقع؛ إلّا أنّه بقيَ في قرارة نفسي سؤالٌ يحمل شيئًا من الثورة: لماذا كلّ هذه الآلام التي تلاحقني منذ فترة طويلة؟
صلّيتُ وطلبتُ من الآب السماويّ أن يساعدَني على الفهم.
أثناء البحث في أوراقي القديمة وجدتُ تأمّلاً لكيارا لوبيك عنوانه “لِنكنْ قدّيسين”، أجاب على البعض من تساؤلاتي، وفي الفترة عينها توفّي المطران أرماندو بورتولازو، فكتب أحدُ الرهبان عنه اختبارًا مؤثّرًا جدًّا قال فيه: إنّه سأله مرّة: “لماذا تقول إنّ اللهَ يحبّكَ وهو يسمح بكلّ هذه الآلام التي تعاني منها”؟ فأجاب: “بهذه الطريقة يأخذ “الله محبّة” ضعفي ويحوِّله إلى قداسة”.
هنا وجدتُ الإجابة على تساؤلاتي وتغيّرت حياتي، فلم يعد الألم سوى حقيقة محبّة الآب السماويّ الفائقة؛ إنّه يحبّنا، ويُقدّسُنا ويأخذ ضعفنا على عاتقه ويحوِّله إلى ما يقوّينا، على الرغم من صعوبة الواقع. نحن على الصليب! لكنّ مريم تُرافقُنا كما رافقتْ يسوع على درب الآلام، نسألُها كلَّ ما نحتاجه وهي تساعدنا في حمل صليبنا.
شكرًا يا ربّ على هذا الحبّ الكبير.
جان نمّور