أعظمهُنّ المحبّة
إنّ البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسية في مصر والمهجر، هو من مواليد سنة ١٩٥٢ وحائزٌ على بكالوريوس بعلم الصيدلة، عمل بهذا المجال قبل أن يدخل الدير. إرتسم راهبًا عام ١٩٨٨، وفي عام ١٩٩٠ رسمه البابا شنودة الثالث أسقفًا عامًّا. في سنة ٢٠١٢ وبعد وفاة البابا شنودة، تمَّ اختيارُهُ للكرسيّ الرسوليّ البابويّ القبطيّ.
من باب رؤيته لمستقبل الكنيسة القبطيّة مقولته هذه: “يجب الإهتمام بالتربية الكنسيّة منذ الصغر وجعل فصول إعداد الخدّام من أولويّاتنا، فالخدمة الكنسيّة هي التي سوف تصنع نهضةً جديدةً داخل الكنائس سواءً في مصر أو في بلاد المهجر”.
من أقواله

“جعل الله للإنسان عينين في وجهه كي ينظر إلى الحاضر والمستقبل، ولم يخلق له عينين من الخلف حتّى لا ينظر إلى الماضي”.
“تختلف النظرة من شخصٍ لآخَر. فالعينُ الإيجابيّة تنظر إلى واقع الأمور وليس إلى ما هو إفتراضيّ. ألمهمّ أن تكون نظرتنا إنسانيّة، أي أن تشمُلَ الرحمة، وما عكس الرحمة هو القساوة. لقد ملأت القساوة قلوبَ الكثير من اليشر لذا أضحت نظرتُهم غيرَ إنسانيّة”.
“يشعر الناس بخوفٍ كبير والخوف يعدي، لكن فليتذكّروا أنّ الله سيهتمّ بكلّ فردٍ منهم”.
“أمّنا مريم العذراء هي فخر جنسِنا البشريّ. نتعلّم منها فضيلة السلام الداخليّ… أطلب من ربِّنا كلَّ يوٍم في القدّاس وأصلّي قائلاً:” يا ربّ، أعطني هذه النعمة كي أستحقَّ أن أكون حقيقةً إبنًا لهذه القدّيسة العظيمة، أمّنا العذراء مريم”.
“إنّ البساطة دون الحكمة هي شكلٌ من أشكال السماجة، والحكمة دون بساطةٍ هي شكلٌ من أشكال الخبث”.
“إتّضاع الإنسان يعني أن يتمكّن من التصدّي لذاته، إذ تحاول هذه الذات أن تنمّيَ فيه خطايا الكبرياء والتباهي والإفتخار والأنانيّة”.
“يجب أن تكون ثقافة الحوار في المرتبة الأولى. لكن، وللأسف، لا زال الناس يتجاهلونها مبتعدين عنها.
هناك ثقافة ال”جدار” أي ثقافة الصمت… و ثقافة الشِجار أي عدم استعمال العقل و الفكر و قد تمتدّ وتتوسّع لتصبح حربًا”.
“الإنسانُ مواقف، وحين تدورُ كلُّها في دائرة المحبّة، يعرفُ الإنسان أنّه في الطريق السليم. القدّيس العظيم بولس الرسول تغنّى بالمحبّة وجعلها أنشودةً وخصّصَ لها إصحاحًا، هي المحبّة الإلهيّة التي لا تسقطُ أبدًا، أو المحبّة التي نُمارسُها كبشرٍ في حياتنا، أو المحبّة التي نقدّمُها للطبيعة. ختم القدّيس بولس الإصحاح ١۳ بهذه الآية الجميلة “أمّا الآن فيثبُتُ الإيمان والرجاء والمحبّة، هذه الثلاثة ولكنّ أعظمهُنّ المحبّة”. توقّف البابا عند هذه الكلمة “الثلاثة”، وقال: “إنّ الأيّام الثلاثة الأهمّ في حياة ربّنا يسوع المسيح في الجسد، والتي جاء من أجلها، هي أيّام الجمعة والسبت والأحد. يوم الجمعة يوم الصليب، وهو يوم الإيمان، ويوم السبت هو يوم القبر، يوم الرجاء، أمّا الأحد، يوم القيامة فهو يوم المحبّة. والقيامة هي رسالةُ محبّةٍ لكلّ الأرض. يجب أن تنفذ إلى أعماقنا وإلى قلوبنا وحياتنا. القيامة حياةٌ وأسلوبُ حياة، وحين تُتَرجمُ هذه القيامة إلى المحبّة، تكون أنجحَ ما قَصَدَتْ، قام المسيح كي يُعلّمَنا المحبّة ويزرعَها فينا، فنشعر بالعبارة التي نكرّرُها دائمًا “ألله محبّة”. هذا اليوم، يوم المحبّة الأخويّة التي نحتفل فيها ونُخصّصُ لها يومًا، ليست يومًا من عداد أيّام السنة، هو يوم نتمنّى أن يمتد في كلّ عداد السنة. (…) القيامة التي تُتَرجم محبّة. المحبّة هي فرحة القلوب، المحبّة هي راحة النفوس، المحبّة هي سلامة العقول”(…)

إعداد حياة فلاّح

Spread the love