أرض الميعاد
أضحى عالمُنا ليس فقط أكثر ارتباطًا، بل أكثر ترابُطًا بسبب التجارة والتكنولوجيا وغيرها. معظمُنا اليوم لا يستطيع أن يتخيّل كيف كانت الحياة قبل ذلك، قبل أن يكونَ لدينا أصحابٌ أو جيرانٌ من ثقافاتٍ مختلفة.
بالطبع إنّ تنوُّعَنا وسَّعَ منظورَنا، وجعلَنا بالتالي أكثر انفتاحًا، مما زاد تفهُّمَنا واهتمامَنا ببعضنا البعض. لكنّ حياتَنا في الوقت عينه أضحت أكثر تعقيدًا ولكأنّ الخيارات العديدة راحت تُضلِّلُنا وتسحقُنا، والهموم تتفاقم مع سرعة هنيهات أيّامنا. نعم، إنّ الحياة أضحت أكثر تنوّعًا، ولربّما أكثر تسامُحًا، إذ إنّنا نُعاين أنّه بغضّ النظر عن لون بشرتنا وانتمائنا ولُغتنا الأمّ، نحن نواجه العديد من الصراعات المتشابهة، والعقبات نفسها.
في أوقات الفيضانات الماليّة والإجتماعيّة، تعود إغراءات بابل بقوّة، ولكنّ النوح يتكاثرون أيضًا، ويقاتلون قوارب الموت وتجّارهم، ويشيّدون سفنًا للخلاص على جميع المستويات. يجب أن نستمرّ في هدم “الأبراج البابليّة” الشاهقة، ونُواظب على بناء السفن لإنقاذنا من الفيضانات الموجودة، قديمة العهد، وتلك الآتية والجديدة. علينا إنقاذ أبنائنا وبناتنا، فكوكبُنا، بيتُنا المشترك، هو أرضُ الميعاد بالنسبة لهم.
ريما السيقلي