أحلامٌ بيضاء
نور فتاةٌ متواضعةٌ عاشت ويلات الحرب مع عائلتِها، فاضطرّت إلى مغادرة منزلها للسكن في مكانٍ آمن. عاشت كغيرِها من الناس أوضاعًا قاسيةً أثّرت على مجرى حياتِها وقَلَبَتْها رأسًا على عقب.
كانت حينها صغيرةً جدًّا لِتفهَمَ ما يدورُ حولها من أحداث. كان همُّها الوحيد أن تحملَ ألعابَها حيثُما ذهبَت، لكنّ براءةَ الطفولة لم تَحْمِها من ألم الحياة، فتعرّضَت لنَبْذِ الآخرين لها، وشعرت دائمًا بأنّها لا تنتمي إلى البيئةِ الجديدة الغريبة عنها. لم يَتقبَّلْها رفاقُها في المدرسة الجديدة، حتّى لمسَها التنمُّر من بعض المعلّمات خصوصًا عندما تتقدّم على رفاقِها في الصفّ. كلُّ مَن حولها حاولَ تحطيمَها، وتحجيمَ شخصيّتها، لكنّ نور بَنَت في داخِلِها عالمًا جديدًا، عالمًا مُشعًّا بالأحلامِ البيضاء، عاشت في عالمِها بأمانٍ بعيدة عن إزعاجِ المتطفّلين. بدأت هذه الاحلام بالألعاب الكثيرة، كانت لعبتُها هي صديقتها الوحيدة، تتحدّثُ معها وكأنّها من لحمٍ ودم. جعلت لنفسِها مجتمعًا خفيًّا عاشت فيه ومعه، مُتّخذةً من هضبةِ الحقلِ منزِلًا سرّيًّا فرشَتهُ بالحجارة التي رأتها في خيالِها من أفخمِ أنواعِ الأثاث. وسُرعان ما كبُرت هذه الأحلام إلى طموحاتٍ كبيرةٍ لا يسعُها هذا الكون.
أصبح حلمُها الأكبر تحقيقَ ذاتها والانتصار على العالم وإثبات شخصيّتِها وإنسانيّتِها. نعم، إنّها إنسانٌ خلقَها اللهُ حرّةً كسائرِ البشر، ولها حقّ الاحترام من قِبَل الجميع. كافحت، تعلّمَت وكبُرت بهدوءٍ حتّى نالت أعلى الشهادات الجامعيّة، فشَعرَتْ حينها بالرضى على ذاتِها والفخر بقُدُراتِها، واحترام نفسها وتقديرها. لكنْ لم تكتفِ بذلك القَدْر، بل قرَّرتْ الانتصار على المجتمع الذي رفضها أيضًا فأثبتَتْ للجميع أنّها تخطَّت رفضَهُم وسارتْ نحو أحلامِها التي حملتها إلى أرض الثقة والنجاح. إنّه ذلك الحلم الأبيض الذي حملها بجناحَيْه إلى سماء الحرّية، إلى مكانٍ لا تُقيّدُها فيه الإنتقاداتُ اللاّذعة، حَمَلَها حُلمُها إلى زمانٍ تخطّى كلّ الأزمنة، حيثُ لا عودة إلى الخلف، ولا خوف من المستقبل.
تلك الفتاة حَرَمَتها الحياةُ أمورًا كثيرة، فَأهْداها حلمُها كلَّ شيء، واجهتْ بإرادتِها الصلبة كلَّ إنسانٍ اعتبرَها نَكِرة، فانتصرتْ على ذاتِها وآمنتْ بقدراتِها لتتمكَّنَ من التّمرُّد على واقِعِها.
ونحن جميعًا علينا أن نحلمَ لأنّه بدون أحلامِنا لا نحقّقُ التقدّم، ولكنْ فَلْنَحذرْ جيّدًا لأنّه علينا ألاّ نعيش في سَكْرَةِ أحلامنا، بل الإستيقاظ من الحلم في الوقت المناسب كي نُحقِّقه.
كانت حينها صغيرةً جدًّا لِتفهَمَ ما يدورُ حولها من أحداث. كان همُّها الوحيد أن تحملَ ألعابَها حيثُما ذهبَت، لكنّ براءةَ الطفولة لم تَحْمِها من ألم الحياة، فتعرّضَت لنَبْذِ الآخرين لها، وشعرت دائمًا بأنّها لا تنتمي إلى البيئةِ الجديدة الغريبة عنها. لم يَتقبَّلْها رفاقُها في المدرسة الجديدة، حتّى لمسَها التنمُّر من بعض المعلّمات خصوصًا عندما تتقدّم على رفاقِها في الصفّ. كلُّ مَن حولها حاولَ تحطيمَها، وتحجيمَ شخصيّتها، لكنّ نور بَنَت في داخِلِها عالمًا جديدًا، عالمًا مُشعًّا بالأحلامِ البيضاء، عاشت في عالمِها بأمانٍ بعيدة عن إزعاجِ المتطفّلين. بدأت هذه الاحلام بالألعاب الكثيرة، كانت لعبتُها هي صديقتها الوحيدة، تتحدّثُ معها وكأنّها من لحمٍ ودم. جعلت لنفسِها مجتمعًا خفيًّا عاشت فيه ومعه، مُتّخذةً من هضبةِ الحقلِ منزِلًا سرّيًّا فرشَتهُ بالحجارة التي رأتها في خيالِها من أفخمِ أنواعِ الأثاث. وسُرعان ما كبُرت هذه الأحلام إلى طموحاتٍ كبيرةٍ لا يسعُها هذا الكون.
أصبح حلمُها الأكبر تحقيقَ ذاتها والانتصار على العالم وإثبات شخصيّتِها وإنسانيّتِها. نعم، إنّها إنسانٌ خلقَها اللهُ حرّةً كسائرِ البشر، ولها حقّ الاحترام من قِبَل الجميع. كافحت، تعلّمَت وكبُرت بهدوءٍ حتّى نالت أعلى الشهادات الجامعيّة، فشَعرَتْ حينها بالرضى على ذاتِها والفخر بقُدُراتِها، واحترام نفسها وتقديرها. لكنْ لم تكتفِ بذلك القَدْر، بل قرَّرتْ الانتصار على المجتمع الذي رفضها أيضًا فأثبتَتْ للجميع أنّها تخطَّت رفضَهُم وسارتْ نحو أحلامِها التي حملتها إلى أرض الثقة والنجاح. إنّه ذلك الحلم الأبيض الذي حملها بجناحَيْه إلى سماء الحرّية، إلى مكانٍ لا تُقيّدُها فيه الإنتقاداتُ اللاّذعة، حَمَلَها حُلمُها إلى زمانٍ تخطّى كلّ الأزمنة، حيثُ لا عودة إلى الخلف، ولا خوف من المستقبل.
تلك الفتاة حَرَمَتها الحياةُ أمورًا كثيرة، فَأهْداها حلمُها كلَّ شيء، واجهتْ بإرادتِها الصلبة كلَّ إنسانٍ اعتبرَها نَكِرة، فانتصرتْ على ذاتِها وآمنتْ بقدراتِها لتتمكَّنَ من التّمرُّد على واقِعِها.
ونحن جميعًا علينا أن نحلمَ لأنّه بدون أحلامِنا لا نحقّقُ التقدّم، ولكنْ فَلْنَحذرْ جيّدًا لأنّه علينا ألاّ نعيش في سَكْرَةِ أحلامنا، بل الإستيقاظ من الحلم في الوقت المناسب كي نُحقِّقه.
هلا قسطنطين