أتكفي مشاعر الحُبّ ؟

أنا ملتزمةٌ في جمعيّةٍ مسيحيّة، وصديقي الذي أْحبّ ويُحبّني لا يهتمُّ بتاتًا بكلّ ما له علاقةٌ بالدّين والحياةِ الدينيّة. لذا أتساءل هل يُمكن أن تدومَ علاقتُنا وتتقدّمَ بالرغم من ذلك ؟

لستِ الوحيدة في وضعِكِ هذا. الجوُّ العامّ الحاليّ لا يشجّع العلاقة مع كلّ ما هو مُقدَّس، واللاّمبالاة هي وليدةُ النظرة الماديّة للحياة… تريدين أن تعرفي إذا كان بالإمكان لعلاقَتِكُما أن تدوم. كنتُ أودُّ أن أقولَ لكِ إنّ المهمّ هو كونُكُما تُحبّان بعضكما. وبالطبع هذا الحبّ أساسيّ، ولكن، على الرغم من ذلك يجبُ أن تعرفا ماذا يعني الحُبّ بالنسبة إلى شخصَيْن يُريدان أن يَمْضِيا حياتَهُما معًا، وكيف سيتساعدان على تحقيق مشروعِهِما المُشْتَرَك، ويتساءلان ماذا يعني الزواج لكلّ واحدٍ منهما؟ كيف ينويان الإنفتاح على حاجاتِ الآخرين؟ كيف يرغبان أن يُربّيا أولادَهُما؟ وأخيرًا، وليس آخرًا ما هو الحُبّ بالنسبة إلى كلّ واحدٍ منهما؟
لأنّه من السهل جدًّا أن يختلطَ مفهومُ الحُبّ بالشغف، فما أن يخفَّ الشغف حتّى يضمحلَّ الحُبّ، فيفترق الأحبّاء مُعتقدين أنّ كلَّ واحدٍ منهما سيجدُ الحبَّ الحقيقيّ في مكانٍ آخر. فبالرغم من أنّ الحبَّ يحملُ مشاعِرَ قويّة، فهو يتطلّبُ التزامًا متينًا مُثابرًا. في الواقع، إنّ الزواجَ يكتملُ شيئًا فشيئًا إلى أن تظهَرَ تلك التحفة التي تجعل من الإثنين جسدًا واحدًا وتتجلّى. بهذا، وبهذا وحده تكتسبُ علاقتُكُما أساسًا ثابتًا للمِضيّ قُدُمًا.
إستغلّا إذًا فترةَ خُطوبَتِكُما للتعرُّف على بعضِكُما بالعمق، لِتَضَعا لِحُبِّكُما جذورًا متينة! يبقى أن تتأكّدي من مدى وحقيقة إحترامِهِ لقناعاتِكِ ولرغبتِكِ بالتعمّق في علاقتِكِ مع الله

ماريا سكوتوّ

Spread the love